الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه
  وأما الثلاثى المجرد: فإن كان على «فعل» بكسر العين - وذلك باب «علم» - وجب كسر الفاء إيذانا بحركة العين المحذوفة، ولا فرق فى هذا النوع بين الواوى واليائى، تقول: «خفت، ومتّ، وهبت»(١) وإن كان على مثال «فعل» - بفتح العين - وذلك باب «ضرب» وباب «نصر» فرق بين الواوىّ واليائى؛ فتضم فاء الواوى - وهو باب «نصر» - إيذانا بنفس الحرف المحذوف، وتكسر فاء اليائى - وهو باب «ضرب» - لذلك السبب. تقول: «صمت، وقدت، وقلت(٢)» وتقول: «بعت، وطبت. وعشت(٣)» وإن كان مضموم العين على فعل - حذفت العين وضمت الفاء للدلالة على الواو؛ نحو «طلت» قال الله تعالى: (١٩ - ٥): {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي} وقال سبحانه (٢٠ - ٦٨): {قُلْنا
= الإعلال بالنقل والقلب «أجاب» فلما أرادوا الإسناد إلى الضمير المتحرك لزمهم إسكان الآخر، والألف قبله ساكنة، فاضطروا إلى حذف حرف العلة للتخلص من التقاء الساكنين.
(١) أصل «خفت» وأخواته «خاف» بعد الإعلال الذى سبق بيانه، وحذفوا حرف العلة عند الإسناد؛ لاضطرارهم إلى تسكين آخر الفعل، وحركوا الفاء بالكسرة دلالة على حركة العين التى حذفوها.
(٢) أصل «قلت» وأخوانه «قال» فحذفوا العين عند الإسناد للضمير المتحرك للعلة التى سبق بيانها، وحركوا الفاء بالضمة إشعارا بأن المحذوف واو.
(٣) أصل «طبت» وأخواته «طاب» فحذفوا العين عند الإسناد لما ذكرنا، وحركوا الفاء بالكسرة إيذانا بأن المحذوف ياء.
ومن هنا تعلم أن الفاء تكسر فى الأجوف الثلاثى إذا أسند إلى الضمير المتحرك فى موضعين، الأول: إذا كانت العين المحذوفة مكسورة، والثانى: إذا كانت العين مفتوحة وأصلها الياء، ولكن الكسرة فى الأول إيذان بالحركة، وفى الثانى إيذان بالحرف، وتضم فى موضعين أيضا بهذه المنزلة.