شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل السادس: في الناقص واحكامه

صفحة 640 - الجزء 2

  تقول: «أعطيا، وناديا، وناجيا، واستدعيا»، وتقول: «غزوا، ودعوا، ورميا، وبغيا»⁣(⁣١)، وإن كان الضمير واو الجماعة حذفت لام الفعل: واوا كانت، أو ياء، أو ألفا، وبقى الحرف الذى قبل الألف مفتوحا للايذان بالحرف لمحذوف، وضمّ الحرف الذى قبل الواو والياء لمناسبة واو الجماعة؛ تقول: «أعطوا، واستدعوا، ونادوا، وغزوا، ودعوا، ورموا، وبغوا»، وتقول: «سروا، وبذوا، ورضوا، وبقوا» قال الله تعالى (٤٣ - ٧٧): {وَنادَوْا يا مالِكُ} وقال (٧١ - ٧): {وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ} وقال (١٠ - ٢٢): {دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقال (٩٨ - ٨): {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وقال (٥ - ١٤): {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}.

  حكم مضارعه عند الاتصال بالضمائر:

  إذا أسند المضارع إلى نون النسوة: فإن كانت لامه واوا أو ياء سلمتا؛ تقول: «النّسوة يسرون، ويدعون، ويغزون⁣(⁣٢)» وتقول: «النّسوة يرمين، ويسرين، ويعطين، ويستدعين، وينادين⁣(⁣٣)» قال الله تعالى (٢ - ٢٣٧):


(١) لم تقلب هنا الواو والياء ألفا مع تحركهما وانفتاح ما قبلهما؛ لأن ما بعدهما ألف ساكنة، فلو انقلبت إحداهما ألفا لالتقى ساكنان، فيلزم حينئذ حذف أحدهما فيصير اللفظ «غزا» مثلا، فيلتبس الواحد بالمثنى.

(٢) يجب أن تتنبه إلى أن الواو فى هذه الكلمات كالراء فى «ينصرن» تماما؛ فهى لام الكلمة، بخلاف الواو فى قولك: «الرجال يسرون» ونحوه مما يأتى قريبا، فإنها واو الجماعة لا لام الكلمة.

(٣) الياء فى نحو «النساء يرمين» كالباء فى «يضربن» تماما، فهى لام الكلمة بخلاف الياء فى نحو: «أنت يا زينب ترمين» فإنها ياء المخاطبة، ولام الكلمة محذوفة على ما ستعرف.