شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الموصول الموصول قسمان: اسمى، وحرفي - الموصولات الحرفية، وما يوصل به كل منها

صفحة 139 - الجزء 1

  ومنها: «ما» وتكون مصدرية ظرفية، نحو «لا أصحبك ما دمت منطلقا» [أى: مدّة دوامك منطلقا] وغير ظرفية، نحو «عجبت ممّا ضربت زيدا» وتوصل بالماضى، كما مثل، وبالمضارع، نحو «لا أصحبك ما يقوم زيد، وعجبت مما تضرب زيدا» ومنه⁣(⁣١): {بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ} وبالجملة الاسمية، نحو «عجبت ممّا زيد قائم، ولا أصحبك ما زيد قائم» وهو قليل⁣(⁣٢)، وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضى أو بالمضارع المنفى بلم، نحو «لا أصحبك ما لم تضرب زيدا» وبقلّ وصلها - أعنى المصدرية - بالفعل المضارع الذى ليس منفيّا بلم، نحو «لا أصحبك ما يقوم زيد» ومنه قوله:

  ٢٥ - أطوّف ما أطوّف ثمّ آوى ... إلى بيت قعيدته لكاع


(١) أى من وصلها بالفعل، بقطع النظر عن كونه ماضيا أو مضارعا.

(٢) اختلف النحويون فيما إذا وقع بعد «ما» هذه جملة اسمية مصدرة بحرف مصدرى نحو قولهم: لا أفعل ذلك ما أن فى السماء نجما، ولا أكلمه ما أن حراء مكانه فقال جمهور البصريين: أن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف، والتقدير على هذا: لا أكلمه ما ثبت كون نجم فى السماء، وما ثبت كون حراء مكانه، فهو حينئذ من باب وصل «ما» المصدرية بالجملة الفعلية الماضوية، ووجه ذلك عندهم أن الأكثر وصلها بالأفعال، والحمل على الأكثر أولى، وذهب الكوفيون إلى أن «أن» وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مرفوع أيضا، إلا أن هذا المصدر المرفوع مبتدأ خبره محذوف، والتقدير على هذا الوجه: لا أفعل كذا ما كون حراء فى مكانه ثابت، وما كون نجم فى السماء موجود، فهو من باب وصل «ما» بالجملة الاسمية؛ لأن ذلك أقل تقديرا.

٢٥ - اشتهر أن هذا البيت للحطيئة - واسمه جرول - بهجو امرأته، وهو بيت مفرد ليس له سابق أو لاحق، وقد نسبه ابن السكيت فى كتاب الألفاظ (ص ٧٣ ط بيروت) - وتبعه الخطيب التبريزى فى تهذيبه - إلى أبى غريب النصرى.

اللغة: «أطوف» أى أكثر التجوال والتطواف والدوران، ويروى «أطود»