شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الموصول الموصول قسمان: اسمى، وحرفي - الموصولات الحرفية، وما يوصل به كل منها

صفحة 143 - الجزء 1

  



= وتبلى من بيننا الدارعين والقاتلة فوق الخيول التى تراها يوم الحرب كالحدأ فى سرعتها وخفتها.

الإعراب: «وتبلى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على المنون فى البيت الذى ذكرناه فى أول الكلام على البيت «الألى» مفعول به لتبلى «يستلئمون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة فاعله، والجملة لا محل لها صلة الموصول، «على» حرف جر «الألى» اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال صاحبه «الألى» الواقع مفعولا به لتبلى «تراهن» ترى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والضمير البارز مفعول أول «يوم» ظرف زمان متعلق بقوله ترى، وبوم مضاف و «الروع» مضاف إليه «كالحدأ» جار ومجرور متعلق بترى، وهو المفعول الثانى «القبل» صفة للحدإ، وجملة ترى وفاعله ومفعوليه لا محل لها صلة الموصول

الشاهد فيه: قوله «الأولى يستلئمون»، وقوله «الألى تراهن» حيث استعمل لفظ الأولى فى المرة الأولى فى جمع المذكر العاقل، ثم استعمله فى المرة الثانية فى جمع المؤنث غير العاقل؛ لأن المراد بالأولى تراهن إلخ الخيل كما بينا فى لغة البيت؛ والدليل على أنه استعملها هذا الاستعمال ضمير جماعة الذكور فى «يستلئمون» وهو الواو، وضمير جماعة الإناث فى «تراهن» وهو «هن».

ومن استعمال «الألى» فى جمع الإناث العاقلات قول مجنون بنى عامر:

محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها ... وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل

وقول الآخر:

فأمّا الألى يسكنّ غور تهامة ... فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما

وهذا البيت يقع فى بعض نسخ الشرح، ولا يقع فى أكثرها، ولهذا أثبتناه ولم تشرحه، ومن استعماله فى الذكور العقلاء قول الشاعر:

فإنّ الألى بالطّفّ من آل هاشم ... تآسوا فسنّوا للكرام التآسيا

ومن استعماله فى الذكور غير العقلاء - وإن كان قد أعاد الضمير عليه كما يعيده على جمع المؤنثات - قول الأخر:

تهيّجنى للوصل أيّامنا الألى ... مررن علينا والزّمان وريق