شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الموصول الموصول قسمان: اسمى، وحرفي - الموصولات الحرفية، وما يوصل به كل منها

صفحة 145 - الجزء 1

  ويقال فى جمع المؤنث: «الّلات، والّلاء» بحذف الياء؛ فتقول «جاءنى الّلات فعلن، والّلاء فعلن» ويجوز إثبات الياء؛ فتقول «الّلاتى، والّلائى»

  وقد ورد «الّلاء» بمعنى الذين، قال الشاعر:

  ٢٨ - فما آباؤنا بأمنّ منه ... علينا الّلاء قد مهدوا الحجورا

  [كما قد تجئ «الأولى» بمعنى «الّلاء» كقوله:

  فأمّا الأولى يسكنّ غور تهامة ... فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما]


= يتعلقان بقوله «صبحوا» ويوم مضاف و «النخيل» مضاف إليه «غارة» مفعول لأجله، ويجوز أن يكون حالا بتأويل المشتق - أى مغيرين - وقوله «ملحاحا» نعت لغارة.

الشاهد فيه: قوله «الذون» حيث جاء به بالواو فى حالة الرفع، كما لو كان جمع مذكر سالما، وبعض العلماء قد اغتر بمجئ «الذون» فى حالة الرفع ومجئ «الذين» فى حالتى النصب والجر؛ فزعم أن هذه الكلمة معربة، وأنها جمع مذكر سالم حقيقة، وذلك بمعزل عن الصواب، والصحيح أنه مبنى جئ به على صورة المعرب، والظاهر أنه مبنى على الواو والياء.

٢٨ - البيت لرجل من بنى سليم، ولم يعينه أحد ممن اطلعنا على كلامهم من العلماء

اللغة: «أمن» أفعل تفضيل من قولهم: من عليه، إذا أنعم عليه «مهدوا» بفتح الهاء مخففه من قولك: مهدت الفراش مهدا، إذا بسطته ووطأته وهيأته، ومن هنا سمى الفراش مهادا لوثارته، وقال الله تعالى: {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أى: يوطئون، ومن ذلك تمهيد الأمور، أى تسويتها وإصلاحها «الحجور» جمع حجر - بفتح الحاء أو كسرها أو ضمها - وهو حضن الإنسان، ويقال: نشأ فلان فى حجر فلان - بكسر الحاء أو فتحها - يريدون فى حفظه وستره ورعايته.

المعنى: ليس آباؤنا - وهم الذين أصلحوا شأننا، ومهدوا أمرنا، وجعلوا لنا حجورهم كالمهد - بأكبر نعمة علينا وفضلا من هذا الممدوح.

الإعراب: «ما» نافية بمعنى ليس «آباؤنا» آباء: اسم ما، وآباء مضاف والضمير مضاف إليه «بأمن» الباء زائدة، وأمن: خبر ما «منه، علينا» كلاهما جار ومجرور متعلق بقوله أمن، وقوله «اللاء» اسم موصول صفة لآباء «قد» حرف تحقيق