الموصول الأسمى العام
  وأما الألف واللام فتكون للعاقل، ولغيره، نحو «جاءنى القائم، والمركوب» واختلف فيها؛ فذهب قوم إلى أنها اسم موصول، وهو الصحيح، وقيل: إنها حرف موصول، وقيل: إنها حرف تعريف، وليست من الموصولية فى شئ.
  وأما من وما غير المصدرية فاسمان اتفاقا، وأما «ما» المصدرية فالصحيح أنها حرف، وذهب الأخفش إلى أنها اسم.
  ولغة طيئ استعمال «ذو» موصولة، وتكون للعاقل، ولغيره، وأشهر لغاتهم فيها أنها تكون بلفظ واحد: للمذكر، والمؤنث، مفردا، ومثنى، ومجموعا(١)؛
= موجود «جناحه» جناح: مفعول به ليعير، وجناح مضاف والضمير مضاف إليه «لعلى» لعل: حرف ترج ونصب، والياء ضمير المتكلم اسمها «إلى» حرف جر «من» اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر بإلى، والجار والمجرور متعلق بقوله أطير الآتى «قد» حرف تحقيق «هويت» فعل ماض وفاعله، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: إلى الذى قد هويته «أطير» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة فى محل رفع خبر «لعل».
الشاهد فيه: قوله «أسرب القطا» وقوله «من يعير جناحه» والنداء معناه طلب إقبال من تناديه عليك، ولا يتصور أن تطلب الإقبال إلا من العاقل الذى يفهم الطلب ويفهم الإقبال، أو الذى تجعله بمنزلة من يفهم الطلب ويفهم الإقبال، فلما تقدم بندائه استساغ أن يطلق عليه اللفظ الذى لا يستعمل إلا فى العقلاء بحسب وضعه، وقد تمادى فى معاملته معاملة ذوى العقل، فاستفهم منه طالبا أن يعيره جناحه، والاستفهام وطلب الإعارة إنما يتصور توجيههما إلى العقلاء.
ومثل ذلك قول امرئ القيس بن حجر الكندى:
ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالى ... وهل يعمن من كان فى العصر الخالى
(١) لا فرق بين أن يكون ما استعمل فيه «ذو» الموصولة عاقلا أو غير عاقل؛