شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الكلام على حذف العائد المخفوض وشروطه

صفحة 174 - الجزء 1

  ٣٥ - وقد كنت تخفى حبّ سمراء حقبة ... فبح لان منها بالّذى أنت بائح

  أى: أنت بائح به.


٣٥ - هذا البيت لعنترة بن شداد العبسى، الشاعر المشهور والفارس المذكور، من كلمة مطلعها:

طربت وهاجتك الظّباء السّوانح ... غداة غدت منها سنيح وبارح

تغالت بى الأشواق حتّى كأنّما ... بزندين فى جو فى من الوجد قادح

اللغة: «طربت» الطرب: خفة تعتريك من سرور أو حزن «هاجتك» أثارت همك، وبعثت شوقك «الظباء» جمع ظبى «السوانح» جمع سانح، وهو ما أتاك عن يمينك فولاك مياسره من ظبى أو طير أو غيرهما، ويقال له: سنيح «بارح» هو ضد السانح، وهو ما أتاك عن يسارك فولاك ميامنه «قادح» اسم فاعل من قدح الزند قدحا، إذا ضربه لتخرج منه النار «حقبة» - بكسر فسكون - فى الأصل تطلق على ثمانين عاما، وقد أراد بها المدة الطويلة «فبح» أمر من «باح بالأمر يبوح به»: أى أعلنه وأظهره «لان» أى الآن، فحذف همزة الوصل والهمزة التى بعدم اللام، ثم فتح اللام لمناسبة الألف، وقيل: بل هى لغة فى الآن، ومثله قول جرير بن عطية:

ألان وقد نزعت إلى نمير ... فهذا حين صرت لهم عذابا

وقول الآخر:

ألا يا هند هند بنى عمير ... أرثّ لان وصلك أم جديد؟

وقول أشجع السلمى:

ألان استرحنا واستراحت ركابنا ... وأمسك من يجدى ومن كان يجتدى

وروى الأعلم بيت الشاهد:

تعزّيت عن ذكرى سميّة حقبة ... فبح عنك منها بالذى أنت بائح

وأنشده الأخفش كما فى الشرح، وهو كذلك فى المشهور من شعر عنترة.

الإعراب: «قد» حرف تحقيق «كنت» كان: فعل ماض ناقص، وتاء