شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الكلام على حذف العائد المخفوض وشروطه

صفحة 175 - الجزء 1

  فإن اختلف الحرفان لم يجز الحذف، نحو: «مررت بالّذى غضبت عليه» فلا يجوز حذف «عليه» وكذلك «مررت بالذى مررت به على زيد» فلا يجوز حذف «به» منه؛ لاختلاف معنى الحرفين؛ لأن الباء الداخلة على الموصول للالصاق، والداخلة على الضمير للسببية، وإن اختلف العاملان لم يجز الحذف أيضا، نحو: «مررت بالّذى فرحت به» فلا يجوز حذف «به».

  وهذا كله هو المشار إليه بقوله: «كذا الذى جرّ بما الموصول جرّ» أى كذلك يحذف الضمير الذى جرّ بمثل ما جرّ الموصول به⁣(⁣١)، نحو: «مررت


= المخاطب اسمه مبنى على الفتح فى محل رفع «تخفى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة من تخفى وفاعله خبر «كان» فى محل نصب «حب» مفعول به لتخفى، وحب مضاف و «سمراء» مضاف إليه «حقبة» ظرف زمان متعلق بتخفى «فبح» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لان» ظرف زمان متعلق ببح «بالذى» جار ومجرور متعلق ببح أيضا «أنت بائح» مبتدأ وخبر، والجملة منهما لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا بالباء، والعائد محذوف، وتقدير الكلام: فبح الآن بالذى أنت بائح به.

الشاهد فيه: قوله «بالذى أنت بائح» حيث استساغ الشاعر حذف العائد المجرور على الموصول من جملة الصلة؛ لكونه مجرورا بمثل الحرف الذى جر الموصول - وهو الباء - والعامل فى الموصول متحد مع العامل فى العائد مادة: الأول «بح» والثانى «بائح» ومعنى: لأنهما جميعا من البوح بمعنى الإظهار والإعلان.

(١) ومثله أن يكون الموصول وصفا لاسم، وقد جر هذا الموصوف بحرف مثل الذى مع العائد، ومنه قول كعب بن زهير:

إن تعن نفسك بالأمر الّذى عنيت ... نفوس قوم سموا تظفر بما ظفروا

لا تركننّ إلى الأمر الّذى ركنت ... أبناء يعصر حين اضطرّها القدر