شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الابتداء المبتدأ قسمان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع اغنى عن الخبر

صفحة 190 - الجزء 1

  أو بالاسم كقولك: كيف جالس العمران⁣(⁣١)؟ وكذلك لا فرق بين أن يكون النفى بالحرف، كما مثّل، أو بالفعل كقولك: «ليس قائم الزّيدان» فليس: فعل ماض [ناقص]، وقائم: اسمه، والزيدان: فاعل سدّ مسدّ خبر ليس، وتقول: غير قائم الزّيدان» فغير: مبتدأ، وقائم: مخفوض بالإضافة، والزيدان: فاعل بقائم سدّ مسدّ خبر غير؛ لأن المعنى ما قائم الزّيدان، فعومل «غير قائم» معاملة «ما قائم» ومنه قوله:

  ٣٨ - غير لاه عداك؛ فاطّرح اللهو، ... ولا تغترر بعارض سلم


(١) «كيف» اسم استفهام مبنى على الفتح فى محل نصب حال من «العمران» الآتى و «جالس» مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، و «العمران» فاعل يجالس أغنى عن الخبر، مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى.

٣٨ - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين.

اللغة: «لاه» اسم فاعل مأخوذ من مصدر لها يلهو، وذلك إذا ترك وسلا وروح عن نفسه بما لا تقتضيه الحكمة، ولكن المراد هنا لازم ذلك، وهو الغفلة «اطرح» - بتشديد الطاء - أى - اترك «سلم» بكسر السين أو فنحها - أى صلح وموادعة، وإضافة عارض إليه من إضافة الصفة للموصوف.

المعنى: إن أعداءك ليسوا غافلين عنك، بل يتربصون بك الدوائر؛ فلا تركن إلى الغفلة، ولا تغتر بما يبدو لك منهم من المهادنة وترك القتال؛ فإنهم يأخذون فى الأهبة والاستعداد.

الإعراب: «غير» مبتدأ، وغير مضاف و «لاه» مضاف إليه «عداك» عدى: فاعل لاه سد مسد خبر غير؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشئ الواحد، وعدى مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه «فاطرح» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «اللهو» مفعول به لا طرح «ولا» الواو عاطفة، لا: ناهية «تغترر»