شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تعريف الخبر

صفحة 201 - الجزء 1

  فالعامل فى المبتدأ معنوىّ - وهو كون الاسم مجرّدا عن العوامل اللفظية غير الزائدة، وما أشبهها - واحترز بغير الزائدة من مثل «بحسبك درهم» فيحسبك: مبتدأ، وهو مجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة، ولم يتجرد عن الزائدة؛ فإن الباء الداخلة عليه زائدة؛ واحترز «بشبهها» من مثل «ربّ رجل قائم» فرجل: مبتدأ، وقائم: خبره؛ ويدلّ على ذلك رفع المعطوف عليه، نحو «ربّ رجل قائم وامرأة».

  والعامل فى الخبر لفظى، وهو المبتدأ، وهذا هو مذهب سيبويه |!.

  وذهب قوم إلى أن العامل فى المبتدأ والخبر الابتداء؛ فالعامل فيهما معنوىّ.

  وقيل: المبتدأ مرفوع بالابتداء، والخبر مرفوع بالابتداء والمبتدإ.

  وقيل: ترافعا، ومعناه أنّ الخبر رفع المبتدأ، وأن المبتدأ رفع الخبر.

  وأعدل هذه المذاهب مذهب سيبويه [وهو الأول]، وهذا الخلاف [مما] لا طائل فيه.

  * * *

  والخبر: الجزء المتمّ الفائده، ... كالله برّ، والأيادى شاهده⁣(⁣١)

  عرّف المصنف الخبر بأنه الجزء المكمل للفائدة، ويرد عليه الفاعل، نحو «قام زيد» فإنه يصدق على زيد أنه الجزء المتمّ للفائدة، وقيل فى تعريفه: إنه الجزء المنتظم منه مع المبتدأ جملة، ولا يرد الفاعل على هذا التعريف؛ لأنه لا ينتظم منه مع المبتدأ جملة، بل ينتظم منه مع الفعل جملة، وخلاصة هذا أنه


(١) «والخبر» الواو للاستئناف، الخبر: مبتدأ «الجزء» خبر المبتدأ «المتم» نعت له، والمتم مضاف و «الفائده» مضاف إليه «كالله» الكاف جارة لقول محذوف، ولفظ الجلالة مبتدأ «بر» خبر المبتدأ «والأيادى شاهده» الواو عاطفة، وما بعدها مبتدأ وخبر، والجملة معطوفة بالواو على الجمله السابقة.