لا تقع النكرة مبتدأ الا بمسوغ
  السابع عشر: أن تكون معطوفة على معرفة، نحو: «زيد ورجل قائمان».
  الثامن عشر: أن تكون معطوفة على وصف، نحو: «تميمىّ ورجل فى الدّار».
  التاسع عشر: أن يعطف عليها موصوف، نحو: «رجل وامرأة طويلة فى الدّار».
  العشرون: أن تكون مبهمة، كقول امرئ القيس:
  ٤٦ - مرسّعة بين أرساغه ... به عسم ييتغى أرنبا
= لسبقه بواو الحال، والذى نريد أن ننبهك إليه هاهنا أن المدار فى التسويغ على وقوع النكرة فى صدر الجملة الحالية، سواء أكانت مسبوقة بواو الحال كهذا الشاهد، أم لم تكن مسبوقة به، كقول شاعر الحماسة (انظر شرح التبريزى ٤/ ١٣٠ بتحقيقنا):
تركت ضأنى تودّ الذّئب راعيها ... وأنّها لا ترانى آخر الأبد
الذّئب يطرقها فى الدّهر واحدة ... وكلّ يوم ترانى مدية بيدى
الشاهد فيهما قوله «مدية» فإنه مبتدأ مع كونه نكرة، وسوغ الابتداء به وقوعه فى صدر جملة الحال؛ لأن جملة «مدية بيدى» فى محل نصب حال من ياء المتكلم فى قوله «ترانى».
ويجوز أن يكون مثل بيت الشاهد قول الشاعر:
عندى اصطبار، وشكوى عند فاتنتى ... فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا؟
فإن الواو فى قوله «وشكوى عند فاتنتى» يجوز أن تكون واو الحال، وشكوى مبتدأ وهو نكرة، وعند ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، فإذا أعربناه على هذا الوجه كان مثل بيت الشاهد تماما.
٤٦ - اتفق الرواة على أن هذا البيت لشاعر اسمه امرؤ القيس، كما قاله الشارح العلامة، لكن اختلفوا فيما وراء ذلك؛ فقيل: لامرئ القيس بن حجر الكندى الشاعر المشهور، وقال أبو القاسم الكندى: ليس ذلك بصحيح، بل هو لامرئ القيس