شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها تقديم الخبر

صفحة 241 - الجزء 1

  صاحبها» إنما هو عائد على جزء من الخبر، لا على الخبر؛ فينبغى أن تقدر مضافا محذوفا فى قول المصنف «عاد عليه» التقدير «كذا إذا عاد على ملابسه» ثم حذف المضاف - الذى هو ملابس - وأقيم المضاف إليه - وهو الهاء - مقامه؛ فصار اللفظ «كذا إذا عاد عليه».

  ومثل قولك «فى الدار صاحبها» قولهم: «على التّمرة مثلها زبدا» وقوله:

  ٥٤ - أهابك إجلالا، ما بك قدرة ... علىّ، ولكن ملء عين حبيبها


٥٤ - هذا البيت قد نسبه قوم - منهم أبو عبيد البكرى فى شرحه على الأمالى (ص ٤٠١) - لنصيب بن رياح الأكبر، ونسبه آخرون - ومنهم ابن نباتة المصرى فى كتابه «سرح العيون» (ص ١٩١ بولاق) إلى مجنون بنى عامر من أبيات أولها قوله:

وناديت يا ربّاه أوّل سؤلتى ... لنفسى ليلى، ثمّ أنت حسيبها

دعا المحرمون الله يستغفرونه ... بمكة يوما أن تمحّى ذنوبها

اللغة: «أهابك» من الهيبة، وهى المخافة «إجلالا» إعظاما لقدرك.

المعنى: إنى لأهابك وأخافك، لا لاقتدارك على، ولكن إعظاما لقدرك؛ لأن العين تمتلئ بمن تحبه فتحصل المهابة، وهو معنى أكثر الشعراء منه، انظر إلى قول بن الدمينة:

وإنّى لأستحييك حتّى كأنما ... علىّ بظهر الغيب منك رقيب

الإعراب: «أهابك» أهاب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والضمير البارز المتصل مفعول به، مبنى على الكسر فى محل نصب «إجلالا» مفعول لأجله «وما» الواو واو الحال، وما: نافية «بك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «قدرة» مبتدأ مؤخر «على» جار ومجرور متعلق بقدرة، أو بمحذوف نعت لقدرة «ولكن» حرف استدراك «ملء» خبر مقدم، وملء مضاف و «عين» مضاف إليه «حبيبها» حبيب: مبتدأ مؤخر، وحبيب مضاف والضمير مضاف إليه.