شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

مما يكثر تجرد خبره من أن كرب

صفحة 335 - الجزء 1

  لم يذكر سيبويه فى «كرب» إلا تجرّد خبرها من «أن»، وزعم المصنف أن الأصحّ خلافه، وهو أنها مثل «كاد»؛ فيكون الكثير فيها تجريد خبرها من «أن» ويقلّ اقترانه بها؛ فمن تجريده قوله:

  ٩١ - كرب القلب من جواه يذوب ... حين قال الوشاة: هند غضوب

  وسمع من اقترانه بها قوله:

  ٩٢ - سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظّما ... وقد كربت أعناقها أن تقطعا


٩١ - قيل: إن هذا البيت لرجل من طيئ، وقال الأخفش: إنه للكلحبة اليربوعى أحد فرسان بنى تميم وشعرائهم المجيدين.

اللغة! «جواه» الجوى! شدة الوجد «الوشاة» جمع واش، وهو التمام الساعى بالإفساد بين المتوادين، والذى يستخرج الحديث بلطف، ويروى «حين قال العذول» وهو اللائم «غضوب» صفة من الغضب يستوى فيها المذكر المؤنث كصبور.

المعنى: لقد قرب قلبى أن يذوب من شدة ما حل به من الوجد والحزن، حين أبلغنى الوشاة الذين يسعون بالإفساد بينى وبين من أحبها أنها غاضبة على.

الإعراب: «كرب» فعل ماض ناقص «القلب» اسمه «من جواه» الجار والمجرور متعلق بقوله «يذوب» الآتى، أو بقوله «كرب» السابق، وجوى مضاف وضمير الغائب العائد إلى القلب مضاف إليه «يذوب» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القلب، والجملة من يذوب وفاعله فى محل نصب خبر كرب «حين» منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بقوله يذوب السابق «قال» فعل ماض «الوشاة» فاعل قال «هند» مبتدأ «غضوب» خبره، وجملة المبتدأ والخبر فى محل نصب مقول القول، وجملة قال وفاعله ومفعوله فى محل جر بإضافة «حين» إليها.

الشاهد فيه: قوله «يذوب» حيث أتى بخبر «كرب» فعلا مضارعا مجردا من أن.

٩٢ - البيت لأبى يزيد الأسلمى، من كلمة له يهجو فيها إبراهيم بن هشام