همزة ان لها ثلاثة أحوال: وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجوازهما
  [فذكر أنه] يجب الكسر فى ستة مواضع:
  الأول: إذا وقعت «إنّ» ابتداء، أى: فى أول الكلام، نحو: «إنّ زيدا قائم» ولا يجوز وقوع المفتوحة ابتداء؛ فلا تقول: «أنّك فاضل عندى» بل يجب التأخير؛ فتقول: «عندى أنّك فاضل» وأجاز بعضهم الابتداء بها.
  الثانى: أن تقع «إنّ» صدر صلة، نحو: «جاء الّذى إنه قائم»، ومنه قوله تعالى: {وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ}.
  الثالث: أن تقع جوابا للقسم وفى خبرها اللام، نحو: «والله إن زيدا لقائم» وسيأتى الكلام على ذلك.
  الرابع: أن تقع فى جملة محكيّة بالقول، نحو: «قلت إنّ زيدا قائم» [قال تعالى: {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ}]؛ فإن لم تحك به - بل أجرى القول مجرى الظن - فتحت، نحو: «أتقول أن زيدا قائم؟» أى: أتظنّ.
  الخامس: أن تقع فى جملة فى موضع الحال، كقوله: «زرته وإنّى ذو أمل» ومنه قوله تعالى: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ} وقول الشاعر:
  ٩٦ - ما أعطيانى ولا سألتهما ... إلّا وإنّى لحاجزى كرمى
٩٦ - البيت لكثير عزة، وهو كثير بن عبد الرحمن، من قصيدة له يمدح فيها عبد الملك بن مروان بن الحكم وأخاه عبد العزيز بن مروان، وأول هذه القصيدة قوله:
دع عنك سلمى إذ فات مطلبها ... واذكر خليليك من بنى الحكم
اللغة: «مطلبها» يجوز أن يكون ههنا مصدرا ميميا بمعنى الطلب، ويجوز أن يكون اسم زمان بمعنى وقت الطلب، والثانى أقرب «إلا» رواية سيبويه | على أنها أداة استثناء مكسورة الهمزة مشددة اللام، ورواية أبى العباس المبرد بفتح الهمزة وتخفيف اللام على أنها أداة استفتاح، ورواية سيبويه أعرف وأشهر وأصلح من جهة