همزة ان لها ثلاثة أحوال: وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجوازهما
  السادس: أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد علّق عنها باللام، نحو: «علمت إنّ زيدا لقائم» وسنبين هذا فى باب «ظنّ» فإن لم يكن فى خبرها اللام فتحت، نحو: «علمت أنّ زيدا قائم».
  هذا ما ذكره المصنف، وأورد عليه أنه نقص مواضع يجب كسر إنّ» فيها:
  الأول: إذا وقعت بعد «ألا» الاستفتاحية، نحو: «ألا إنّ زيدا قائم». ومنه قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ}
= المعنى «حاجزى» أى مانعى، وتقول: حجزه يحجزه - من باب ضرب - إذا منعه وكفه.
الإعراب: «ما» نافية «أعطيانى» أعطى: فعل ماض، وألف الاثنين فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول أول، والمفعول الثانى محذوف، والتقدير: ما أعطيانى شيئا «ولا» الواو عاطفة، لا: نافية «سألتهما» فعل وفاعل ومفعول أول، والمفعول الثانى محذوف، وتقديره كالسابق «إلا» أداة استثناء، والمستثنى منه محذوف، أى: ما أعطيانى ولا سألتهما فى حالة من الأحوال «وإنى» الواو واو الحال، إن: حرف توكيد ونصب، والياء اسمها «لحاجزى» اللام للتأكيد، حاجز: خبر إن، وحاجز مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله «كرمى» كرم: فاعل بحاجز، وكرم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، وجملة إن واسمها وخبرها فى محل نصب حال، وهذه الحال فى المعنى مستثناة من عموم الأحوال، وكأنه قال: ما أعطيانى ولا سألتهما فى حالة إلا هذه.
الشاهد فيه: قوله «إلا وإنى - إلخ» حيث جاءت همزة «إن» مكسورة لأنها وقعت موقع الحال، وثمت سبب آخر فى هذه العبارة يوجب كسر همزة «إن» وهو اقتران خبرها باللام، وقال الأعلم (ج ١ ص ٤٧٢): الشاهد فيه كسر إن؛ لدخول اللام فى خبرها، ولأنها واقعة موقع الجملة النائبة عن الحال، ولو حذف اللام لم تكن إلا مكسورة لذلك» اه.
ومثل هذا البيت قول الله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ} فإن فى هذه الآية الكريمة مكسورة الهمزة وجوبا لسببين كل واحد منهما يقتضى ذلك على استقلاله: وقوعها موقع الحال، واقتران خبرها باللام.