شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجوز فيها كسر همز ان وفتحها

صفحة 358 - الجزء 1

  روى بفتح «أنّ» روى بفتح «أنّ» وكسرها؛ فمن كسرها جعلها جملة [مستأنفة]، والتقدير «إذا هو عبد القفا والّلهازم» ومن فتحها جعلها مصدرا مبتدأ، وفى خبره الوجهان السابقان، والتقدير على الأول «فإذا عبوديّته» أى: ففى الحضرة عبوديته، وعلى الثانى «فإذا عبوديته موجودة».

  وكذا يجوز فتح «إن» وكسرها إذا وقعت جواب قسم، وليس فى خبرها اللام، نحو «حلفت أنّ زيدا قائم» بالفتح والكسر؛ وقد روى بالفتح والكسر قوله:

  ٩٨ - لتقعدنّ مقعد القصىّ ... منّى ذى القاذورة المقلىّ

  أو تحلفى بربّك العلىّ ... أنّى أبو ذيّالك الصّبىّ


= عليه فى تأويل مصدر، ويجوز لك - حينئذ - ثلاثة أوجه من الإعراب: الأول أن يكون المصدر مبتدأ خبره إذا نفسها، والثانى أن يكون المصدر مبتدأ خبره محذوف، أى فإذا العبودية شأنه، أو فإذا العبودية موجودة، وهذا تقدير الشارح كغيره، والثالث أن تجعل المصدر خبر مبتدأ محذوف، والتقدير فإذا شأنه العبودية، وهذا تقدير سيبويه كما سمعت فى عبارته.

وأما من ذهب إلى أن إذا الفجائية حرف فأجاز فتح همزة إن وأجاز كسرها، فإن فتحتها فهى ومدخولها فى تأويل مصدر، ولك وجهان من الإعراب، الأول أن تجعل المصدر مبتدأ خبره محذوف، والثانى: أن تجعل المصدر خبر مبتدأ محذوف، وليس لك - على هذا - أن تجعل «إذا» نفسها خبر المبتدأ، لأن إذا حينئذ حرف وليست ظرفا، وإن كسرتها فليس لك إلا الإعراب الظاهر؛ إذ ليس فى الكلام تقدير، فاحفظ هذا والله تعالى يرشدك.

٩٨ - البيتان ينسبان إلى رؤبة بن العجاج، وقال ابن برى: «هما لأعرابى قدم من سفر فوجد امرأته وضعت ولدا فأنكره».

اللغة: «القصى» البعيد النائى «ذى القاذورة» المراد به الذى لا يصاحبه الناس لسوء خلقه، ويقال: هذا رجل قاذورة، وهذا رجل ذو قاذورة؛ إذا كان الناس