شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أنواع اسم لا النافية، وحكم كل نوع

صفحة 397 - الجزء 1

  وأما جمع المؤنث السالم فقال قوم: مبنىّ على ما كان ينصب به - وهو الكسر؛ فتقول: «لا مسلمات لك» بكسر التاء، ومنه قوله:

  ١٠٩ - إنّ الشّباب الّذى مجد عواقبه ... فيه نلذّ، ولا لذّات للشّيب


= بالحرف فى وجه من وجوه الشبه التى تقدم بيانها: ألا يعارض هذا الشبه شئ من خصوصيات الأسماء، والجواب على هذه الشبهة من وجهين: أو لهما - وهو وجه عقلى - أن ما كان من خصائص الأسماء إنما يقدح فى بناء الاسم ويعارضه إذا طرأ على الاسم بعد كونه مبنيا، فأما إذا كان ما هو من خصائص الأسماء موجودا فى الاسم ثم عرض لهذا الاسم ما يقتضى شبهه بالحرف - من بعد ذلك - فإنه لهذا لا يعارض سبب البناء ولا يمنع منه، ونحن ندعى أن الاسم كان مثنى أو مجموعا، ثم دخلت عليه لا فتركب معها تركب خمسة عشر، فوجد سبب البناء طارثا على ما هو من خصائص الاسم، الثانى - وهو نقض لمذهبه بعدم الاطراد - أن المبرد نفسه قد اتفق مع الجمهور على بناء اسم لا المجموع جمع تكسير، ولم يعبأ معه بما هو من خصائص الاسم وهو الجمع، كما اتفق مع الجمهور على بناء المنادى المثنى أو المجموع جمع المذكر السالم على ما يرفع به، ولم يعبأ بما هو من خصائص الأسماء.

١٠٩ - البيت لسلامة بن جندل السعدى، من قصيدة له مستجادة، وأولها قوله

أودى الشّباب حميدا ذو التّعاجيب ... أودى، وذلك شأو غير مطلوب

ولّى حثيثا، وذاك الشّيب يتبعه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب

اللغة: «أودى» ذهب وفنى، وكرر هذه الكلمة تأكيدا لمضمونها؛ لأنه إنما أراد إنشاء التحسر والتحزن على ذهاب شبابه «حميدا» محمودا «التعاجيب» العجب، وهو جمع لا واحد له من لفظه، ويروى فى مكانه «الأعاجيب» وهو جمع أعجوبة، وهى الأمر الذى يتعجب منه «شأو» هو الشوط «حثيثا» سريعا «اليعاقيب» جمع يعقوب، وهو ذكر الحجل «مجد عواقبه» المراد أن نهايته محمودة «الشيب» بكسر الشين - جمع أشيب - وهو الذى ابيض شعره، وروى صدر البيت المستشهد به هكذا:

* أودى الشّباب الذى مجد ... إلخ*