شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم المعطوف على اسم لا إذا تكررت لا

صفحة 403 - الجزء 1

  وإن نصب المعطوف عليه جاز فى المعطوف الأوجه الثلاثة المذكورة - أعنى البناء، والرفع، والنصب - نحو: لا غلام رجل ولا امرأة، ولا امرأة، ولا امرأة.

  وإن رفع المعطوف عليه جاز فى الثانى وجهان؛ الأول البناء على الفتح، نحو «لا رجل ولا امرأة، ولا غلام رجل ولا امرأة» ومنه قوله:

  ١١٢ - فلا لغو ولا تأثيم فيها ... وما فاهوا به أبدا مقيم


١١٢ - البيت لأمية بن أبى الصلت، ولكن الشارح - كغيره من النحاة - قد لفق صدر بيت من أبيات كلمة أمية على عجز بيت آخر منها، وصواب إنشاد البيتين هكذا:

ولا لغو ولا تأثيم فيها ... ولا حين ولا فيها مليم

وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به أبدا مقيم

اللغة: «لغو» أى. قول باطل، وما لا يعتد به من الكلام «تأثيم» هو مصدر أثمته - بتشديد الثاء - بمعنى نسبته إلى الإثم بأن قلت له: يا آثم، يريد أن بعضهم لا ينسب بعضا إلى الإثم؛ لأنهم لا يفعلون ما يصحح نسبتهم إليه «حين» هلاك وفناء «مليم» بضم الميم - وهو الذى يفعل ما يلام عليه «ساهرة» هى وجه الأرض، يريد أن فى الجنة لحم حيوان البر.

الإعراب: «فلا» نافية ملغاة «لغو» مبتدأ، مرفوع بالضمة الظاهرة «ولا» الواو عاطفة، لا: نافية للجنس تعمل عمل إن «تأثيم» اسم لا مبنى على الفتح فى محل نصب «فيها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «لا» وخبر المبتدأ محذوف يدل عليه خبر لا هذا، ويجوز عكس ذلك على ضعف فيه فيكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف خبر المبتدأ، ويكون خبر لا هو المحذوف، وعلى أية حال فإن الواو قد عطفت جملة لا مع اسمها وخبرها على جملة المبتدأ والخبر «وما» اسم موصول مبتدأ «فاهوا» فعل وفاعل، والجملة من فاه وفاعله لا محل لها صلة الموصول «به» جار ومجرور متعلق بفاهوا «أبدا» منصوب على الظرفية ناصبه فاهوا أو مقيم «مقيم» خبر المبتدأ، ويجوز أن تكون لا الأولى نافية عاملة عمل ليس، ولغو: اسمها، وخبرها محذوف يدل عليه خبر لا الثانية العاملة عمل إن أو خبر الاولى هو