شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ألفاظ هذه الأفعال، وأنواعها ومعاني كل منها، والاستشهاد على ذلك

صفحة 423 - الجزء 1

  ومثال «زعم» قوله:

  ١٢٣ - فإن تزعمينى كنت أجهل فيكم ... فإنّى شريت الحلم بعدك بالجهل


= لحفه» اه «خبلا» الخبل: فساد العقل، ويروى «وكانت له شغلا على النأى شاغلا» وقوله «تربعت الأشراف» معناه: نزلت به فى وقت الربيع، والأشراف: اسم موضع، ولم يذكره ياقوت «تصيفت حساء البطاح» نزلت به زمان الصيف، وحساء البطاح: منزل لبنى يربوع، وهو بضم باء البطاح كما قال ياقوت، ووهم العينى فى ضبطه بكسر الباء لظنه أنه جمع بطحاء «رباحا» بفتح الراء - الربح «ثاقلا» ميتا؛ لأن البدن يكون خفيفا ما دامت الروح فيه، فإذا فارقته ثقل.

المعنى: لقد أيقنت أن أكثر شئ ربحا إذا اتجر فيه الإنسان إنما هو تقوى الله تعالى والجود، وإنه ليعرف الربح إذا مات، حيث يرى جزاء عمله حاضرا عنده

الإعراب: «حسبت» فعل وفاعل «التقى» مفعول أول «والجود» معطوف على التقى «خير» مفعول ثان لحسبت، وخير مضاف، و «تجارة» مضاف إليه «رباحا» تمييز «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «ما» زائدة «المرء» اسم لأصبح محذوفة تفسرها المذكورة بعد، وخبرها محذوف أيضا، والتقدير إذا أصبح المرء ثاقلا، والجملة من أصبح المحذوفة ومعموليها فى محل جر بإضافة «إذا» إليها «أصبح» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المرء «ثاقلا» خبر أصبح، وهذه الجملة لا محل لها مفسرة.

الشاهد فيه: قوله «حسبت التقى خبر تجارة - إلخ» حيث استعمل الشاعر فيه «حسبت» بمعنى علمت، ونصب به مفعولين؛ أولهما قوله «التقى» وثانيهما قوله «خير تجارة» على ما بيناه فى الإعراب.

١٢٣ - هذا البيت لأبى ذؤيب الهذلى.

اللغة: «أجهل» الجهل هو الخفة والسفه «الحلم» التؤدة والرزانة.

المعنى: لئن كان يترجح لديك أنى كنت موصوفا بالنزق والطيش أيام كنت أقيم بينكم، فإنه قد تغير عندى كل وصف من هذه الأوصاف، وتبدلت بها رزانة وخلقا كريما.