شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ألفاظ هذه الأفعال، وأنواعها ومعاني كل منها، والاستشهاد على ذلك

صفحة 424 - الجزء 1

  



= الإعراب: «إن» شرطية «تزعمينى» فعل مضارع فعل الشرط، مجزوم بحذف النون، وياء المخاطبة فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول أول «كنت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «أجهل» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من أجهل وفاعله فى محل نصب خبر كان، والجملة من «كان» واسمها وخبرها فى محل نصب مفعول ثان لنزعم «فيكم» جار ومجرور متعلق بأجهل «فإنى» الفاء واقعة فى جواب الشرط، إن: حرف توكيد ونصب، والباء اسمها «شريت» فعل وفاعل، والجملة من شرى وفاعله فى محل رفع خبر «إن» والجملة من إن ومعموليها فى محل جزم جواب الشرط «الحلم» مفعول به لشريت «بعدك» بعد: ظرف متعلق بشريت، وبعد مضاف والكاف ضمير المخاطبة مضاف إليه «بالجهل» جار ومجرور متعلق بشريت.

الشاهد فيه: قوله «تزعمينى كنت أجهل» حيث استعمل المضارع من «زعم» بمعنى فعل الرجحان، ونصب به مفعولين؛ أحدهما ياء المتكلم، والثانى جملة «كان» ومعموليها، على ما ذكرناه فى إعراب البيت.

واعلم أن الأكثر فى «زعم» أن تتعدى إلى معموليها بواسطة «أن» المؤكدة، سواء أكانت مخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} وقوله سبحانه: {بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً} أم كانت مشددة كما فى قول عبيد الله بن عتبة:

فذق هجرها؛ قد كنت تزعم أنّه ... رشاد، ألا يا ربّما كذب الزّعم

وكما فى قول كثير عزة:

وقد زعمت أنّى تغيّرت بعدها ... ومن ذا الّذى يا عزّ لا يتغيّر؟

وهذا الاستعمال - مع كثرته - ليس لازما، بل قد تتعدى «زعم» إلى المفعولين بغير توسط «أن» بينهما؛ فمن ذلك بيت الشاهد الذى نحن بصدده، ومنه قول أبى أمية الحنفى، واسمه أوس:

زعمتنى شيخا، ولست بشيخ ... إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا