شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المفعول المتصل بضمير الفاعل، والفاعل المتصل بضمير المفعول

صفحة 494 - الجزء 1

  ١٤٩ - لمّا رأى طالبوه مصعبا ذعروا ... وكاد، لو ساعد المقدور، ينتصر


= المحقق الرضى، قال: والأولى تجويز ما ذهبا إليه، ولكن على قلة، وليس للبصرية منعه مع قولهم فى باب التنازع بما قالوا، اه، وهو يشير إلى رأى البصريين فى التنازع من تجويزهم إعمال العامل الثانى المتأخر فى لفظ المعمول، وإعمال المتقدم من العاملين فى ضميره؛ إذ فيه عود الضمير على المتأخر.

١٤٩ - البيت لأحد أصحاب مصعب بن الزبير - ®! - يرثيه.

اللغة: «طالبوه» الذين قصدوا قتاله «ذعروا» أخذهم الخوف «كاد ينتصر» لأن خوفهم منه أعظم وسيلة لانتصاره عليهم، وهو مأخوذ من قوله «نصرت بالرعب».

الإعراب: «لما» ظرف بمعنى حين مبنى على السكون فى محل نصب بذعر الآتى «رأى» فعل ماض «طالبوه» طالبو: فاعل رأى، وطالبو مضاف والضمير العائد إلى مصعب مضاف إليه، والجملة من رأى وفاعله فى محل جر بإضافة لما الظرفية إليها «مصعبا» مفعول به لرأى «ذعروا» فعل ماض مبنى للمجهول ونائب فاعل «وكاد» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصعب «لو» شرطية غير جازمة «ساعد المقدور» فعل وفاعل، وهو شرط لو «ينتصر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصعب، والجملة من ينتصر وفاعله فى محل نصب خبر «كاد» وجواب لو محذوف يدل عليه خبر كاد، وجملة الشرط والجواب لا محل لها اعتراضية بين كاد واسمها وبين خبرها.

الشاهد فيه: قوله «رأى طالبوه مصعبا» حيث أخر المفعول عن الفاعل، مع أن مع الفاعل ضميرا يعود على المفعول؛ فعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

ومن شواهد هذه المسألة - مما لم يذكره الشارح - قول الشاعر:

لمّا عصى أصحابه مصعبا ... أدّى إليه الكيل صاعا بصاع

وقول الآخر:

ألا ليت شعرى هل يلومنّ قومه ... زهيرا على ما جرّ من كلّ جانب