شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المفعول المتصل بضمير الفاعل، والفاعل المتصل بضمير المفعول

صفحة 497 - الجزء 1

  وقوله:

  ١٥٣ - جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمّار


= جنى إلى النابغة الذبيانى، وهو انتقال ذهن من أبى الفتح، وسببه أن للنابغة الذبيانى قصيدة على هذا الروى.

اللغة: «جزاء الكلاب العاويات» هذا مصدر تشبيهى، والمعنى: جزاه الله جزاء مثل جزاء الكلاب العاويات، ويروى «الكلاب العاديات» - بالدال بدال الواو - وهو جمع عاد، والعادى: اسم فاعل من عدا يعدو، إذا ظلم وتجاوز قدره «وقد فعل» يريد أنه تعالى استجاب فيه دعاءه، وحقق فيه رجاءه.

المعنى؛ يدعو على عدى بن حاتم بأن يجزيه الله جزاء الكلاب، وهو أن يطرده الناس وينبذوه ويقذفوه بالأحجار، ثم يقول: إنه سبحانه قد استجاب دعاءه عليه.

الإعراب: «جزى» فعل ماض «ربه» فاعل، ومضاف إليه «عنى» جار ومجرور متعلق بجزى «عدى» مفعول به لجزى «ابن» صفة لعدى، وابن مضاف و «حاتم» مضاف إليه «جزاء» مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو جزى، وجزاء مضاف، و «الكلاب» مضاف إليه «العاويات» صفة للكلاب «وقد» الواو للحال، قد: حرف تحقيق «فعل» فعل ماض مبنى على الفتح لا محل له، وسكن لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ربه، والجملة فى محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله «جزى ربه ... عدى» حيث أخر المفعول، وهو قوله «عدى» وقدم الفاعل، وهو قوله «ربه»، مع اتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول.

١٥٣ - نسبوا هذا البيت لسليط بن سعد، ولم أقف له على سابق أو لا حق.

اللغة: «أبا الغيلان» كنية لرجل لم أقف على تعريف له «سنمار» بكسر السين والنون بعدهما ميم مشددة - اسم رجل رومى، يقال: إنه الذى بنى الخورنق - وهو القصر الذى كان بظاهر الكوفة - للنعمان بن امرئ القيس ملك الحيرة، وإنه لما فرغ من بنائه ألقاه النعمان من أعلى القصر؛ لئلا يعمل مثله لغيره، فخر ميتا، وقد ضربت به العرب المثل فى سوء المكافأة، يقولون: «جزانى جزاء سنمار» قال الشاعر (انظر المثل رقم ٨٢٨ فى مجمع الأمثال ١/ ١٥٩ بتحقيقنا):

جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا ... جزاء سنمّار، وما كان ذانب