شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ضابط الاشتغال

صفحة 518 - الجزء 1

  الضمير بنفسه، و «مررت» وصل إليه بحرف جر؛ فهو مجرور لفظا ومنصوب محلا، وكل من «ضربت، ومررت» لو لم يشتغل بالضمير لتسلّط على «زيد» كما تسلّط على الضمير، فكنت تقول: «زيدا ضربت» فتنصب «زيدا» ويصل إليه الفعل بنفسه كما وصل إلى ضميره، وتقول: «بزيد مررت فيصل الفعل إلى زيد بالباء كما وصل إلى ضميره، ويكون منصوبا محلا كما كان الضمير.

  وقوله «فالسابق انصبه - إلى آخره» معناه أنه إذا وجد الاسم والفعل على الهيئة المذكورة؛ فيجوز لك نصب الاسم السابق، واختلف النحويون فى ناصبه:

  فذهب الجمهور إلى أن ناصبه فعل مضمر وجوبا؛ [لأنه لا يجمع بين المفسّر والمفسّر] ويكون الفعل المضمر موافقا فى المعنى لذلك المظهر، وهذا يشمل ما وافق لفظا ومعنى نحو قولك فى «زيدا ضربته»: إن التقدير «ضربت زيدا ضربته» وما وافق معنى دون لفظ كقولك فى «زيدا مررت به»: إن التقدير «جاوزت زيدا مررت به»⁣(⁣١) وهذا هو الذى ذكره المصنف.


(١) اعلم أن الفعل المشغول قد يكون متعديا ناصبا للمشغول به بلا واسطة، وقد يكون لازما ناصبا للمشغول به معنى وهو مجرور بحرف جر، وعلى كل حال إما أن يكون المشغول به ضمير الاسم المتقدم، وإما أن يكون سببيه؛ فهذه أربعة أحوال:

فيكون تقدير العامل فى الاسم المتقدم المشغول عنه من لفظ العامل المشغول ومعناه فى صورة واحدة، وهى أن يجتمع فى العامل المشغول شيئان هما: كونه متعديا بنفسه، وكونه ناصبا لضمير الاسم المتقدم - نحو قولك: زيدا ضربته.

ويكون تقدير العامل فى الاسم المتقدم المشغول عنه من معنى العامل المشغول دون لفظه، فى ثلاث صور: