شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها نصب الاسم المشتغل عنه

صفحة 519 - الجزء 1

  والمذهب الثانى: أنه منصوب بالفعل المذكور بعده، وهذا مذهب كوفىّ، واختلف هؤلاء؛ فقال قوم: إنه عامل فى الضمير وفى الاسم معا؛ فإذا قلت: «زيدا ضربته» كان «ضربت» ناصبا لـ «زيد» وللهاء، وردّ هذا المذهب بأنه لا يعمل عامل واحد فى ضمير اسم ومظهره، وقال قوم: هو عامل فى الظاهر، والضمير ملغى، وردّ بأن الأسماء لا تلغى بعد اتصالها بالعوامل.

  * * *

  والنّصب حتم، إن تلا السّابق ما ... يختصّ بالفعل: كإن وحيثما⁣(⁣١)


= الأولى: أن يكون العامل فى المشغول به لازما، والمشغول به ضمير الاسم المتقدم، نحو قولك: أزيدا مررت به، فإن التقدير: أجاوزت زيدا مررت به.

الثانية: أن يكون العامل لازما، والمشغول به اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير الاسم السابق، نحو قولك: زيدا مررت بغلامه؛ فإن التقدير: لابست زيدا مررت بغلامه، ولا تقدره: «جاوزت زيدا مررت بغلامه» كما قدرت فى الصورة الأولى؛ لأن المعنى على هذا التقدير هنا غير مستقيم، لأنك لم تجاوز زيدا ولم تمرر به، وإنما جاوزت غلامه ومررت به، وجاوز من معنى مر، وليس من لفظه كما هو ظاهر.

الثالثة: أن يكون العامل متعديا، ولكنه نصب اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير عائد إلى الاسم السابق، نحو قولك: زيدا ضربت أخاه، فإن التقدير: أهنت زيدا ضربت أخاه.

وهكذا تقدر فى كل صورة من هذه الصور الثلاث فعلا ينصب بنفسه، ويصح معه المعنى

(١) «والنصب» مبتدأ «حتم» خبر المبتدأ «إن» شرطية «تلا» فعل ماض. فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف، وتقدير الكلام: إن تلا السابق ما يختص بالفعل فالنصب واجب «السابق» فاعل لتلا «ما» اسم موصول: مفعول به لتلا