شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ه قف على خلاف النحاة في ترجيح أي العاملين، ووجه ذلك

صفحة 549 - الجزء 1

  كيحسنان ويسئ ابناكا ... وقد بغى واعتديا عبداكا⁣(⁣١)

  أى: إذا أعملت أحد العاملين فى الظاهر وأهملت الآخر عنه، فأعمل المهمل فى ضمير الظاهر، والتزم الإضمار إن كان مطلوب العامل مما يلزم ذكره ولا يجوز حذفه، كالفاعل، وذلك كقولك: «يحسن ويسئ ابناك» فكل واحد من «يحسن» و «يسئ» يطلب «ابناك» بالفاعلية، فإن أعملت الثانى وجب أن تضمر فى الأول فاعله؛ فتقول «يحسنان ويسئ ابناك» وكذلك إن أعملت الأول وجب الإضمار فى الثانى؛ فتقول: «يحسن ويسيئان ابناك» ومثله «بغى واعتديا عبداك» وإن أعملت الثانى فى هذا المثال قلت: «بغيا واعتدى عبداك» ولا يجوز ترك الإضمار؛ فلا تقول «يحسن ويسئ ابناك» ولا «بغى واعتدى عبداك» لأن تركه⁣(⁣٢) يؤدى إلى حذف الفاعل، والفاعل


= مفعول به لأعمل «فى ضمير» جار ومجرور متعلق بأعمل، وضمير مضاف، و «ما» اسم موصول: مضاف إليه «تنازعاه» فعل ماض وفاعل ومفعول، والجملة لا محل لها صلة الموصول «والتزم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت «ما» اسم موصول مفعول به لالتزم «التزما» فعل ماض مبنى للمجهول، والألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة.

(١) «كيحسنان» الكاف جارة لقول محذوف، يحسنان: فعل وفاعل «ويسئ» فعل مضارع «ابناكا» ابنا: فاعل يسئ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وابنا مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه «وقد» حرف تحقيق «بغى» فعل ماض «واعتديا» فعل وفاعل «عبداكا» فاعل بغى، ومضاف إليه.

(٢) يريد أن ترك الإضمار يؤدى إلى حذف الفاعل، وهذا كلام قاصر، ولا بد من تقدير ليصح؛ فإن ترك الإضمار لا يؤدى إلى حذف الفاعل فقط؛ لجواز أن يظهر مع كل عامل معموله، والكلام التام أن يقال: إن ترك الإضمار يلزم منه أحد أمرين، الأول التكرار إذا أظهرت مع كل عامل معموله، والثانى حذف الفاعل، وكلاهما محظور.