شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حذف العامل في المفعول المطلق اما ممتنع، واما جائز، واما واجب

صفحة 568 - الجزء 1

  يحذف أيضا عامل المصدر وجوبا إذا وقع تفصيلا لعاقبة ما تقدّمه⁣(⁣١)، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً} فمنّا، وفداء: مصدران منصوبان بفعل محذوف وجوبا، والتقدير - والله أعلم - فإمّا تمنّون منّا، وإمّا تفدون فداء، وهذا معنى قوله: «وما لتفصيل - إلى آخره» أى: يحذف عامل المصدر المسوق للتفصيل، حيث عنّ، أى: عرض.

  * * *

  كذا مكرّر وذو حصر ورد ... نائب فعل لاسم عين استند⁣(⁣٢)


= عامل، والجملة من يحذف ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ الثانى، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول «حيث» ظرف متعلق بيحذف مبنى على الضم فى محل نصب «عنا» فعل ماض، والألف للاطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عامل، والجملة من عن وفاعله فى محل جر بإضافة حيث إليها.

(١) يشترط لوجوب حذف العامل من هذا النوع ثلاثة شروط؛ الأول: أن يكون المقصود به تفصيل عاقبة، أى بيان الفائدة المترتبة على ما قبله والحاصلة بعده، والشرط الثانى: أن يكون ما يراد تفصيل عاقبته جملة، سواء أكانت طلبية كالآية الكريمة التى تلاها الشارح، أم كانت الجملة خبرية كقول الشاعر:

لاجهدنّ: فإمّا ردّ واقعة ... تخشى، وإمّا بلوغ السّؤل والأمل

فإن كان ما يراد بيان الفائدة المترتبة عليه مفردا - نحو أن تقول: لزيد سفر فإما صحة وإما اغتنام مال - لم يجب حذف العامل، بل يجوز حذفه ويجوز ذكره؛ والشرط الثالث: أن تكون الجملة المراد بيان عاقبتها متقدمة عليه، فإن تأخرت مثل أن تقول: إما إهلاكا وإما تأديبا فاضرب زيدا - لم يجب حذف العامل أيضا.

(٢) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «مكرر» مبتدأ مؤخر «وذو» معطوف على «مكرر» وذو مضاف، و «حصر» مضاف إليه، وجملة