اعراب جمع المذكر السالم وما يلحق به
  بالألف مطلقا: رفعا، ونصبا، وجرا؛ فيقول: «جاء الزيدان كلاهما، ورأيت الزيدان كلاهما، ومررت بالزيدان كلاهما».
  * * *
  وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ... سالم جمع «عامر، ومذنب»(١)
= بكر بن وائل وزبيد وخثعم وهمدان وعذرة. وخرج عليه قوله تعالى: {إِنْ هذانِ لَساحِرانِ} وقوله ﷺ: «لا وتران فى ليلة» وجاء عليها قول الشاعر:
تزوّد منّا بين أذناه طعنة ... دعته إلى هابى التّراب عقيم
فإن من حق «هذان، ووتران، وأذناه» - لو جرين على اللغة المشهورة - أن تكون بالياء: فإن الأولى اسم إن، والثانية اسم لا، وهما منصوبان، والثالثة فى موضع المجرور بإضافة الظرف قبلها، وفى الآية الكريمة تخريجات أخرى تجريها على المستعمل فى لغة عامة العرب: منها أن «إن» حرف بمعنى «نعم» مثلها فى قول عبد الله بن قيس الرقيات:
بكر العواذل فى الصّبو ... ح يلمننى وألومهنّه
ويقلن: شيب قد علا ... ك وقد كبرت، فقلت: إنّه
يريد فقلت نعم، والهاء على ذلك هى هاء السكت، و «هذان» فى الآية الكريمة حينئذ مبتدأ، واللام بعده زائدة، و «ساحران» خبر المبتدأ. ومنها أن «إن» مؤكدة ناصبة للاسم رافعة للخبر، واسمها ضمير شأن محذوف، و «هذان ساحران» مبتدأ وخبر كما فى الوجه السابق، والجملة فى محل رفع خبر إن، والتقدير: إنه (أى الحال والشأن) هذان لساحران.
(١) «وارفع» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بواو» جار ومجرور متعلق بارفع «وبيا» جار ومجرور متعلق باجرر الآتى، ولقوله انصب معمول مثله حذف لدلالة هذا عليه، أى: اجرر بياء وانصب بياء «اجرر» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وانصب» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، وهو معطوف بالواو على اجرر «سالم» مفعول به تنازعه كل من ارفع واجرر وانصب