شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم الا إذا تكررت لغير توكيد

صفحة 609 - الجزء 1

  فلا يخلو: إما أن تتقدم المستثنيات على المستثنى منه، أو تتأخّر.

  فإن تقدمت المستثنيات وجب نصب الجميع، سواء كان الكلام موجبا أو غير موجب، نحو «قام إلّا زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم، وما قام إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم» وهذا معنى قوله: «ودون تفريغ - البيت».

  وإن تأخرت فلا يخلو: إما أن يكون الكلام موجبا، أو غير موجب، فإن كان موجبا وجب نصب الجميع؛ فتقول: «قام القوم إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا» وإن كان غير موجب عومل واحد منها بما كان يعامل به لو لم يتكرر الاستثناء: فيبدل مما قبله - وهو المختار - أو ينصب - وهو قليل - كما تقدم، وأما باقيها فيجب نصبه؛ وذلك نحو «ما قام أحد إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا» فـ «زيد» بدل من أحد، وإن شئت أبدلت غيره من الباقين، ومثله قول المصنف «لم يفوا إلا امرؤ إلا علىّ» فـ «امرؤ» بدل من الواو فى «يفوا» وهذا معنى قوله «وانصب لتأخير - إلى آخره» أى: وانصب المستثنيات كلّها إذا تأخرت عن المستثنى منه إن كان الكلام موجبا، وإن كان غير موجب فجئ بواحد منها معربا بما كان يعرب به لو لم يتكرر المستثنى، وانصب الباقى.

  ومعنى قوله «وحكمها فى القصد حكم الأوّل» أن ما يتكرر من المستثنيات حكمه فى المعنى حكم المستثنى الأول؛ فيثبت له ما يثبت للأول: من الدخول والخروج؛ ففى قولك «قام القوم إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا» الجميع


= بدل بعض من كل «إلا» حرف دال على الاستثناء «على» مستثنى منصوب، ووقف عليه بالسكون كلغة ربيعة «وحكمها» الواو عاطفة أو للاستئناف، حكم: مبتدأ، وحكم مضاف والضمير مضاف إليه «فى القصد» جار ومجرور متعلق بحكم «حكم» خبر المبتدأ، وحكم مضاف، و «الأول» مضاف إليه.