شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم المستثنى بغير وسوى، وحكم غير نفسها

صفحة 611 - الجزء 1

  وجوبا، وتقول: «ما قام أحد غير حمار» بنصب «غير» عند غير بنى تميم، وبالإتباع عند بنى تميم، كما تفعل فى قولك «ما قام أحد إلّا حمار، وإلا حمارا».

  وأما «سوى» فالمشهور فيها كسر السين والقصر، ومن العرب من يفتح سينها ويمدّ، ومنهم من يضم سينها ويقصر، ومنهم من يكسر سينها ويمدّ، وهذه اللغة لم يذكرها المصنف، وقلّ من ذكرها، وممن ذكرها الفاسى فى شرحه للشاطبية.

  ومذهب سيبويه والفرّاء وغيرهما أنها لا تكون إلا ظرفا، فإذا قلت «قام القوم سوى زيد» فـ «سوى» عندهم منصوبة على الظرفية، وهى مشعرة بالاستثناء، ولا تخرج عندهم عن الظرفية إلا فى ضرورة الشعر.

  واختار المصنف أنها كـ «غير» فتعامل بما تعامل به «غير»: من الرمع، والنصب، والجر، وإلى هذا أشار بقوله:

  ولسوى سوى سواء اجعلا ... على الأصحّ ما لغير جعلا⁣(⁣١)

  فمن استعمالها مجرورة قوله : «دعوت ربّى ألا يسلّط على أمّتى عدوّا من سوى أنفسها» وقوله : «ما أنتم فى سواكم من الأمم إلا كالشّعرة البيضاء فى الثّور الأسود، أو كالشعرة السّوداء فى الثّور الأبيض» وقول الشاعر:


(١) «لسوى» جار ومجرور متعلق باجعل على أنه مفعول ثان له «سوى، سواء» معطوفان على سوى بعاطف مقدر فى كل منهما «اجعلا» اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة «على الأصح» جار ومجرور متعلق بجعل «ما» اسم موصول: مفعول أول لا جعل «لغير» جار ومجرور متعلق بجعل الآتى على أنه المفعول الثانى «جعلا» جعل: فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، وهو المفعول الأول، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة، والألف لاطلاق.