حكم المستثنى بليس ولا يكون، وبخلا وعدا
  فإن تقدّمت عليهما «ما» وجب النصب بهما؛ فتقول: «قام القوم ما خلا زيدا، وما عدا زيدا» فـ «ما»: مصدرية، و «خلا، وعدا»: صلتها، وفاعلهما ضمير مستتر يعود على البعض كما تقدم تقريره، و «زيدا»: مفعول، وهذا معنى قوله: «وبعد ما انصب» هذا هو المشهور.
  وأجاز الكسائىّ الجرّ بهما بعد «ما» على جعل «ما» زائدة، وجعل «خلا، وعدا» حرفى جرّ؛ فتقول: «قام القوم ما خلا زيد، وما عدا زيد» وهذا معنى قوله: «وانجرار قد يرد» وقد حكى الجرمىّ فى الشرح الجرّ بعد «ما» عن بعض العرب.
  * * *
  وحيث جرّا فهما حرفان ... كما هما إن نصبا فعلان(١)
= نصب صفة لعواكف «إلى النسور» جار ومجرور متعلق بخضعن «أبحنا» فعل وفاعل «حيهم» حى: مفعول به لأباح، وحى مضاف والضمير مضاف إليه «قتلا» تمييز «وأسرا» معطوف على قوله قتلا «عدا» حرف جر «الشمطاء» مجرور بعدا «والطفل» معطوف على الشمطاء «الصغير» صفة للطفل.
الشاهد فيه: قوله «عدا الشمطاء» حيث استعمل «عدا» حرف جر، فجر الشمطاء به، ولم يحفظ سيبويه الجر بعدا، ولا ذكره أبو العباس المبرد، أما الجر بخلا فقد عرفت أن الصحيح فى النقل عن سيبويه أنه قد رواه عن بعض العرب (انظر شرح الشاهد رقم ١٧٥ السابق) فقد نقلنا لك فيه نص عبارة سيبويه، ودللناك على موضعه من كتابه.
(١) «وحيث» اسم شرط عند الفراء الذى لا يشترط فى المجازاة به اقترانه بما، وعند غيره هو ظرف يتعلق بقوله «حرفان» الآتى؛ لأنه فى قوة المشتق «جرا» فعل ماض، وهو فعل الشرط على القول الأول، وألف الاثنين فاعل «فهما حرفان»