شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم المستثنى بحاشا

صفحة 621 - الجزء 1

  أى: إن جررت بـ «خلا، وعدا» فهما حرفا جرّ، وإن نصبت بها فهما فعلان، وهذا مما لا خلاف فيه.

  * * *

  وكخلا حاشا، ولا تصحب «ما» ... وقيل «حاش، وحشا» فاحفظهما⁣(⁣١)

  المشهور أن «حاشا» لا تكون إلا حرف جرّ؛ فتقول: «قام القوم حاشا زيد» بجر «زيد» وذهب الأخفش والجرمىّ والمازنىّ والمبرد وجماعة - منهم المصنف - إلى أنها مثل «خلا»: تستعمل فعلا فتنصب ما بعدها، وحرفا فتجر ما بعدها؛ فنقول: «قام القوم حاشا زيدا، وحاشا زيد» وحكى جماعة - منهم الفراء، وأبو زيد الأنصارى، والشيبانىّ - النّصب بها، ومنه: «اللهم اغفر لى ولمن يسمع، حاشا الشيطان وأبا الإصبع» وقوله:


= لفاء لربط الجواب بالشرط، وهى زائدة على القول الثانى، وما بعدها جملة من مبتدأ وخبر فى محل جزم جواب الشرط «كما» جار ومجرور متعلق بقوله «فعلان» الآتى؛ لأنه فى قوة المشتق «هما» ضمير منفصل مبتدأ «إن» شرطية «نصبا» فعل ماض، فعل الشرط، وألف الاثنين فاعل، وجواب الشرط محذوف، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره «فعلان» خبر المبتدأ.

(١) «كحلا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «حاشا» قصد لفظه: مبتدأ مؤخر «ولا» نافية «تصحب» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى حاشا «ما» قصد لفظه: مفعول به لتصحب «وقيل» فعل ماض مبنى للمجهول «حاش» قصد لفظه: نائب فاعل قيل «وحشا» معطوف عليه «فاحفظهما» احفظ: فعل أمر. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وهما: مفعول به لاحفظ.