شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد تقع الحال مصدرا منكرا

صفحة 634 - الجزء 1

  منها: أن يتقدم الحال على النكرة، نحو «فيها قائما رجل»، وكقول الشاعر، وأنشده سيبويه:

  ١٨١ - وبالجسم منّى بيّنا لو علمته ... شحوب، وإن تستشهدى العين تشهد

  وكقوله:

  ١٨٢ - وما لام نفسى مثلها لى لائم ... ولا سدّ فقرى مثل ما ملكت يدى


١٨١ - البيت من الشواهد التى لا يعلم قائلها.

اللغة: «شحوب» هو مصدر شحب جسمه يشحب شحوبا - بوزن قعد يقعد قعودا - وقد جاء على لغة أخرى، شحب يشحب شحوبة - مثل سهل الأمر يسهل سهولة - إذا تغير لونه «بينا» ظاهرا، وهو فيعل من بان يبين، إذا ظهر ووضح.

المعنى: إن بجسمى من آثار حبك لشحوبا ظاهرا، لو أنك علمته لأخذتك الشفقة على، وإذا أحببت أن ترى الشاهد فانظرى إلى عينى فإنهما تحدثانك حديثه.

الإعراب: وبالجسم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «منى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الجسم «بينا» حال من شحوب الآتى على رأى سيبويه الذى يجيز مجئ الحال من المبتدأ، وهو عند الجمهور حال من الضمير المستكن فى الجار والمجرور الواقع خبرا «لو» شرطية غير جازمة «علمته» فعل وفاعل ومفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله شرط لو، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: لو علمته لأشفقت على، والجملة من الشرط وجوابه لا محل لها معترضة بين الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر «شحوب» مبتدأ مؤخر «وإن» شرطية «تستشهدى» فعل مضارع فعل الشرط، وياء المخاطبة فاعل «العين» مفعول به «تشهد» جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله «بينا» حيث وقعت الحال من النكرة، التى هى قوله «شحوب» على ما هو مذهب سيبويه، كما قررناه فى الإعراب، والمسوغ لذلك تقدم الحال على صاحبها، فإذا جريت على ما ذهب الجمهور إليه خلا البيت من الشاهد.

١٨٢ - وهذا البيت - أيضا - من الشواهد التى لا يعلم قائلها،