قد تقع الحال مصدرا منكرا
  فـ «قائما»: حال من «رجل»، و «بيّنا» حال من «شحوب»، و «مثلها» حال من «لائم».
  ومنها: أن تخصّص النكرة بوصف، أو بإضافة؛ فمثال ما تخصّص بوصف قوله تعالى: {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا}(١).
= اللغة: «لام» عذل، وتقول: لام فلان فلانا لوما وملاما وملامة، إذا عاتبه ووبخه «سد فقرى» أراد أغنانى عن الحاجة إلى الناس وسؤالهم، شبه الفقر بباب مفتوح يأتيه من ناحيته ما لا يجب؛ فهو فى حاجه لإيصاده.
المعنى: إن اللوم الذى يكون له الأثر الناجع فى رجوع الإنسان عما استوجب اللوم عليه هو لوم الإنسان نفسه؛ لأن ذلك يدل على شعوره بالخطأ، وإن ما فى يد الإنسان من المال لأقرب منالا له مما فى أيدى الناس.
الإعراب: «وما» نافية «لام» فعل ماض «نفسى» نفس: مفعول به تقدم على الفاعل، ونفس مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «مثلها» مثل: حال من «لائم» الآتى، ومثل مضاف وها مضاف إليه، و «مثل» من الألفاظ التى لا تستفيد بالإضافة تعريفا «لى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من لائم الآتى «لائم» فاعل لام «ولا» الواو عاطفة، لا زائدة لتأكيد النفى «سد» فعل ماض، «فقرى» فقر: مفعول به لسد تقدم على الفاعل، وفقر مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «مثل» فاعل لسد، ومثل مضاف، و «ما» اسم موصول مضاف إليه «ملكت» ملك: فعل ماض، والتاء للتأنيث «يدى» يد: فاعل ملكت، ويد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه. والجملة من ملك وفاعله لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: مثل الذى ملكته يدى
الشاهد فيه: قوله «مثلها لى لائم» حيث جاءت الحال - وهى قوله «مثلها»، و «لى» - من النكرة - وهى قوله «لائم» - والذى سوغ ذلك تأخر النكرة عن الحال.
(١) الأمر الأول الوارد فى هذه الآية واحد الأمور، والأمر الثانى واحد الأوامر وقد أعرب الناظم وابنه «أمرا» على أنه حال من أمر الأول، وسوغ مجئ الحال منه تخصيصه بحكيم بمعنى محكم، أى حال كونه مأمورا به من عندنا.
واعترض قوم على هذا الإعراب بأن الحال لا يجئ من المضاف إليه إلا إذا وجد