شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد تقع الحال مصدرا منكرا

صفحة 636 - الجزء 1

  وكقول الشاعر:

  ١٨٣ - نجّيت يا ربّ نوحا، واستجبت له ... فى فلك ماخر فى اليمّ مشحونا

  وعاش يدعو بآيات مبيّنة ... فى قومه ألف عام غير خمسينا


= واحد من الأمور الثلاثة التى يأتى بيانها فى هذا الباب، وليس واحد منها بموجود هنا.

وأجيب بأنا لا نسلم أن الأمور الثلاثة غير موجودة فى هذا المثال، بل المضاف الذى هو لفظ «كل» كالجزء من المضاف إليه الذى هو لفظ «أمر» فى صحة الاستغناء به عنه؛ وذلك لأن لفظ كل بمعنى الأمر؛ إذ المعلوم أن لفظ كل بحسب ما يضاف إليه.

ومن العلماء من جعل أمرا الثانى حالا من كل، وتصلح الآية للاستدلال بها لما نحن بصدده؛ لأن «كل أمر» نكرة؛ إذ المضاف إليه نكرة، ومنهم من جعل أمرا حالا من الضمير المستتر فى حكيم، ومنهم من جعله حالا من الضمير الواقع مفعولا، أى مأمورا به.

١٨٣ - البيتان من الشواهد التى لم يذكروها منسوبة إلى قائل معين.

اللغة: «الفلك» أصله بضم فسكون - السفينة، ولفظه للواحد والجمع سواء، وقد تتبع حركة عينه التى هى اللام حركة الفاء كما فى بيت الشاهد «ماخر» اسم فاعل من مخرت السفينة - من بابى قطع ودخل - إذا جرت تشق الماء مع صوت «اليم» البحر، أو الماء «مشحونا» اسم مفعول من شحن السفينة: أى ملأها «آيات مبينة» ظاهرة واضحة، أو أنها تبين حاله وتدل على صدق دعواه.

الإعراب: «نجيت» فعل وفاعل «يا رب» يا: حرف نداء، رب: منادى، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين الفعل مع فاعله ومفعوله «نوحا» مفعول به لنجيت «واستجبت» الواو عاطفة، وما بعدها فعل وفاعل «له» جار ومجرور متعلق باستجبت «فى فلك» جار ومجرور متعلق بنجيت «ماخر» صفة لفلك «فى اليم» جار ومجرور متعلق بماخر «مشحونا» حال من فلك «وعاش» الواو