شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا يجئ الحال من المضاف إليه، الا في ثلاثة أحوال

صفحة 645 - الجزء 1

  وكذلك يجوز مجئ الحال من المضاف إليه: إذا كان المضاف جزءا من المضاف إليه، أو مثل جزئه فى صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه؛ فمثال ما هو جزء من المضاف إليه قوله تعالى: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً} فـ «إخوانا»: حال من الضمير المضاف إليه «صدور»، والصدور: جزء من المضاف إليه، ومثال ما هو مثل جزء المضاف إليه - فى صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه - قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ


= اللغة: «الروع» الفزع، والمخافة، وأراد به ههنا لحرب؛ لأن الخوف يتسبب عنها، فهو من باب إطلاق اسم المسبب وإرادة السبب «تاركى» اسم فاعل من ترك بمعنى صير.

المعنى: إن ابنتى تقول لى: إن ذهابك إلى القتال منفردا يصيرنى لا محالة بلا أب، لأنك تقتحم لظاها فتموت.

الإعراب: «تقول» فعل مضارع «ابنتى» ابنة: فاعل تقول، وابنة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «إن» حرف توكيد ونصب «انطلاقك» انطلاق: اسم إن، وانطلاق مضاف والكاف مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله «واحدا» حال من الكاف التى هى ضمير المخاطب «إلى الحرب» جار ومجرور متعلق بانطلاق «تاركى» تارك: خبر إن، وتارك مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى أحد مفعوليه، وفيه ضمير مستتر فاعل «لا» نافية للجنس «أبا» اسمها «ليا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا، والجملة من لا ومعموليها فى محل نصب مفعول ثان لتارك، ويجوز أن يكون «أبا» اسم لا منصوبا بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، واللام فى «ليا» زائدة، وياء المتكلم مضاف إليه، وخبر لا محذوف، وكأنه قال: لا أبى موجود.

الشاهد فيه: قوله «وحدا» حيث وقع حالا من المضاف إليه - وهو الكاف فى قوله «انطلاقك» - والذى سوغ هذا أن المضاف إلى الكاف مصدر يعمل عمل الفعل؛ فهو يتطلب فاعلا كما يتطلبه فعله الذى هو انطلق. وهذه الكاف هى الفاعل، فكان المضاف عاملا فى المضاف إليه، ويصح أن يعمل فى الحال لأنه مصدر على ما علمت.