شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز تقديم الحال على العامل فيه؟ ومتى يمتنع ذلك؟

صفحة 646 - الجزء 1

  حَنِيفاً} فـ «حنيفا»: حال من «إبراهيم» والملة كالجزء من المضاف إليه؛ إذ يصح الاستغناء بالمضاف إليه عنها؛ فلو قيل فى غير القرآن: «أن اتّبع إبراهيم حنيفا» لصحّ.

  فإن لم يكن المضاف مما يصح أن يعمل فى الحال، ولا هو جزء من المضاف إليه، ولا مثل جزئه - لم يجز أن يجئ الحال منه؛ فلا تقول: «جاء غلام هند ضاحكة» خلافا للفارسىّ، وقول ابن المصنف ¦: «إن هذه الصورة ممنوعة بلا خلاف» ليس بجيد، فإن مذهب الفارسى جوازها، كما تقدم، وممن نقله عنه الشريف أبو السعادات ابن الشّجرىّ فى أماليه.

  * * *

  والحال إن ينصب بفعل صرّفا ... أو صفة أشبهت المصرّفا⁣(⁣١)

  فجائز تقديمه: كـ «مسرعا ... ذا راحل، ومخلصا زيد دعا⁣(⁣٢)


(١) «الحال» مبتدأ «إن» شرطية «ينصب» فعل مضارع مبنى للمجهول فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحال «بفعل» جار ومجرور متعلق بينصب «صرفا» صرف: فعل ماض مبنى للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى فعل نائب فاعل، والجملة من صرف ونائب فاعله فى محل جر نعت لفعل «أو» عاطفة «صفة» معطوف على فعل «أشبهت» أشبه: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى صفة «المصرفا» مفعول به لأشبه، والجملة من أشبهت وفاعله ومفعوله فى محل جر صفة لقوله «صفة».

(٢) «فجائز» الفاء لربط الجواب بالشرط، جائز: خبر مقدم «تقديمه» تقديم. مبتدأ مؤخر، وتقديم مضاف والهاء مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله، والجملة