شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى حرف جر عند هذيل

صفحة 6 - الجزء 2

  وقد روى على لغة هؤلاء فى لامها الأخيرة الكسر والفتح، وروى أيضا حذف اللام الأولى؛ فتقول: «علّ» بفتح اللام وكسرها.

  وأما «متى» فالجرّ بها لغة هذيل، ومن كلامهم: «أخرجها متى كمّه»، يريدون «من كمه» ومنه قوله:

  ١٩٨ - شر بن بماء البحر ثمّ ترفّعت ... متى لجج خضر، لهنّ نئيج


= واعلم أن حرف الجر إما أن يفيد معنى خاصا ويكون له متعلق، وإما ألا يفيد معنى خاصا ولا يكون له متعلق، وإما أن يفيد معنى خاصا ولا يكون له متعلق؛ فالأول الحرف الأصلى الذى يعقد له النحاة باب حروف الجر، والثانى هو الحرف الزائد كالباء فى «بحسبك درهم» ومن فى قولك «ما زارنى من أحد» والثالث هو الشبيه بالزائد، وإنما أشبه الزائد فى أنه لا متعلق له، وأشبه الأصلى فى الدلالة على معنى خاص كالترجى فى لعل والتقليل فى رب.

١٩٨ - البيت لأبى ذؤيب الهذلى، يصف السحاب، وقبله قوله:

سقى أمّ عمرو كلّ آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهنّ بحيج

إذا همّ بالإقلاع هبّت له الصّبا ... فأعقب نشء بعدها وخروج

اللغة: «حناتم» جمع حنتمة، وأصلها الجرة الخضراء، وأراد هنا السحائب، شبهها بالجرار «سود» جمع سوداء، وأراد أنها ممتلئة بالماء «ثجيج» سائل منصب «ترفعت» تصاعدت، وتباعدت «لجج» جمع لجة - بزنة غرفة وغرف - واللجة: معظم الماء، «نئيج» هو الصوت العالى المرتفع.

المعنى: يدعو لامرأة - وهى التى ذكرها فيما قبل بيت الشاهد باسم أم عمرو - بالسقيا بماء سحب موصوفة بأنها شربت من ماء البحر، وأخذت ماءها من لجج خضر، ولها فى تلك الحال صوت مرتفع عال.

الإعراب: «شربن» فعل وفاعل، ونون النسوة تعود إلى حناتم «بماء» جار ومجرور متعلق بشرب، وماء مضاف، و «البحر» مضاف إليه «ثم» حرف عطف «ترفعت» ترفع: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى حناتم أيضا «متى» حرف جر بمعنى من «لجج» مجرور