شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

غير و قبل وبعد ونظائرهما

صفحة 72 - الجزء 2

  هذه الأسماء المذكورة - وهى: غير، وقبل، وبعد، وحسب، وأول، ودون، والجهات الست - وهى: أمامك، وخلفك، وفوقك، وتحتك، ويمينك، وشمالك - وعل؛ لها أربعة أحوال: تبنى فى حالة منها، وتعرب فى بقيتها.

  فتعرب إذا أضيفت لفظا، نحو «أصبت درهما لا غيره، وجئت من قبل زيد» أو حذف المضاف إليه ونوى اللفظ، كقوله:

  ٢٣٥ - ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة ... فما عطفت مولى عليه العواطف

  وتبقى فى هذه الحالة كالمضاف لفظا؛ فلا تنوّن إلا إذا حذف ما تضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه، فتكون [حينئذ] نكرة، ومنه قراءة من قرأ: (لله الأمر من قبل ومن بعد) بجر «قبل، وبعد» وتنوينهما؛ وكقوله:


= الواو عاطفة، ما: اسم موصول معطوف على قوله «قبلا» «من بعده» الجار والمجرور متعلق بقوله «ذكرا» الآتى، وبعد مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «ذكرا» فعل ماض مبنى للمجهول، والألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «ما» الموصولة، والجملة لا محل لها صلة.

٢٣٥ - هذا البيت من الشواهد التى استشهد بها النحاة ولم ينسبوها إلى قائل معين.

الإعراب: «من قبل» جار ومجرور متعلق بقوله «نادى» الآتى «نادى» فعل ماض «كل» فاعل نادى، وكل مضاف و «مولى» مضاف إليه «قرابة» مفعول به لنادى «فما» الفاء عاطفة، وما: نافية «عطفت» عطف: فعل ماض، والتاء للتأنيث «مولى» مفعول به لعطفت «عليه» جار ومجرور متعلق بعطف «العواطف» فاعل عطفت.

الشاهد فيه: قوله «من قبل» حيث أعرب «قبل» من غير تنوين؛ لأنه حذف المضاف إليه ونوى لفظه، وكأنه قد قال: ومن قبل ذلك - مثلا - والمحذوف المنوى الذى لم يقطع النظر عنه مثل الثابت، وهو لو ذكر هذا المحذوف لم ينون.