شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

اسم المصدر وعمله، والشاهد لذلك

صفحة 99 - الجزء 2

  لا يكون اسم مصدر، بل يكون مصدرا، وذلك نحو: «قتال» فإنه مصدر «قاتل» وقد خلا من الألف التى قبل التاء فى الفعل، لكن خلا منها لفظا، ولم يخل [منها] تقديرا، ولذلك نطق بها فى بعض المواضع، نحو: «قاتل قيتالا، وضارب ضيرابا» لكن انقلبت الألف ياء لكسر ما قبلها.

  واحترز بقوله «دون تعويض» مما خلا من بعض ما فى فعله لفظا وتقديرا، ولكن عوّض عنه شئ، فإنه لا يكون اسم مصدر، نل هو مصدر، وذلك نحو عدة؛ فإنه مصدر «وعد» وقد خلا من الواو التى فى فعله لفظا وتقديرا، ولكن عوّض عنها التاء.

  وزعم ابن المصنف أن «عطاء» مصدر، وأن همزته حذفت تخفيفا، وهو خلاف ما صرّح به غيره من النحويين.

  ومن إعمال اسم المصدر قوله:

  ٢٥٠ - أكفرا بعد ردّ الموت عنّى ... وبعد عطائك المائة الرّتاعا


٢٥٠ - البيت للقطامى، واسمه عمير بن شييم، وهو ابن أخت الأخطل، من كلمة له يمدح فيها زفر بن الحارث الكلابى، وهو من شواهد الأشمونى (رقم ٦٨٤).

اللغة: «أكفرا» جحودا للنعمة، ونكرانا للجميل «رد» منع «الرتاع» جمع راتعة، وهى من الإبل التى تبرك كى ترعى كيف شاءت لكرامتها على أصحابها.

المعنى: أنا لا أجحد نعمتك، ولا أنكر صنيعك معى، ولا يمكن أن أصنع ذلك بعد إذ منعت عنى الموت، وأعطيتنى مائة من خيار الإبل.

الإعراب: «أكفرا» الهمزة للاستفهام الإنكارى، كفرا: مفعول مطلق لفعل محذوف: أى أأكفر كفرا «بعد» ظرف متعلق بمحذوف صفة لكفرا، و «بعد» مضاف و «رد» مضاف إليه، ورد مضاف و «الموت» مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وقد حذف فاعله، وأصله: ردك الموت «عنى» جار ومجرور متعلق برد «وبعد» معطوف على الظرف السابق، وبعد مضاف وعطاء من «عطائك» اسم مصدر: مضاف إليه،