شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا اتبع ما أضيف المصدر إليه جاز في التابع مراعاة لفظ المتبوع أو محله

صفحة 106 - الجزء 2

  إعمال اسم الفاعل⁣(⁣١)

  كفعله اسم فاعل فى العمل ... إن كان عن مضيّه بمعزل⁣(⁣٢)

  لا يخلو اسم الفاعل من أن يكون معرّفا بأل، أو مجردا.

  فإن كان مجردا عمل عمل فعله، من الرفع والنصب، إن كان مستقبلا أو حالا، نحو «هذا ضارب زيدا - الآن، أو غدا» وإنما عمل لجريانه على الفعل الذى هو بمعناه، وهو المضارع، ومعنى جريانه عليه: أنه موافق له فى الحركات والسكنات؛ لموافقة «ضارب» لـ «يضرب»؛ فهو مشبه للفعل الذى هو بمعناه لفظا ومعنى.

  وإن كان بمعنى الماضى لم يعمل؛ لعدم جريانه على الفعل الذى هو بمعناه؛ فهو مشبه له معنى، لا لفظا؛ فلا تقول: «هذا ضارب زيدا أمس»، بل يجب إضافته، فتقول «هذا ضارب زيد أمس»، وأجاز الكسائىّ إعماله، وجعل منه قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}


(١) عرف ابن مالك فى تسهيله اسم الفاعل بأنه «الصفة الدالة على فاعل الحدث، الجارية فى مطلق الحركات والسكنات على المضارع من أفعالها، فى حالتى التذكير والتأنيث، المفيدة لمعنى المضارع أو الماضى».

(٢) «كفعله» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وفعل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «اسم» مبتدأ مؤخر، واسم مضاف و «فاعل» مضاف إليه «فى العمل» متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابق الواقع خبرا «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص، فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه «عن مضيه» الجار والمجرور متعلق بقوله «معزل» الآتى، ومضى مضاف والضمير مضاف إليه «بمعزل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، وتقدير الكلام: إن كان بمعزل عن مضيه فهو كفعله فى العمل.