شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ما يجوز في معمول الصفة المشبهة من وجوه الاعراب، وأحوال معمولها

صفحة 147 - الجزء 2

  التّعجّب

  بأفعل انطق بعد «ما» تعجّبا ... أو جئ ي «أفعل» قبل مجرور ببا⁣(⁣١)

  وتلو أفعل انصبنّه: كـ «ما ... أوفى خليلينا، وأصدق بهما⁣(⁣٢)

  للتعجب صيغتان⁣(⁣٣): إحداهما «ما أفعله» والثانية «أفعل به» وإليهما


(١) «بأفعل» جار ومجرور متعلق بقوله «انطق» الآتى «انطق» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا «بعد» ظرف متعلق بانطق أيضا، وبعد مضاف و «ما» مضاف إليه «تعجبا» مفعول لأجله، أو حال من الضمير المستتر فى «انطق» على التأويل بالمشتق: أى انطق متعجبا «أو» عاطفة «جئ» فعل أمر معطوف على انطق «بأفعل» جار ومجرور متعلق بجئ «قبل» ظرف متعلق بجئ أيضا، وقبل مضاف و «مجرور» مضاف إليه «بيا» جار ومجرور متعلق بمجرور، وقصر المجرور للضرورة.

(٢) «وتلو» مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده، أى: انصب تلو - إلخ، وتلو مضاف و «أفعل» قصد لفظه: مضاف إليه «انصبنه» انصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للتوكيد، والهاء مفعول به «كما» الكاف جارة لقول محذوف، كما سبق غير مرة، ما: تعجبية مبتدأ «أوفى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود إلى «ما» «خليلينا» خليلى: مفعول به لأوفى، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا المكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وهو مضاف ونامضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ «وأصدق» فعل ماض جاء على صورة الأمر «بهما» الباء زائدة، والضمير فاعل أصدق.

(٣) هاتان الصيغتان هما اللتان عقد النحاة باب التعجب لبيانهما، فأما العبارات الدالة - بحسب اللغة - على إنشاء التعجب فكثيرة: منها قياسى، ومنها سماعى، فالقياسى: أن تحول الفعل الذى تريد التعجب من مدلوله إلى صيغة فعل - بضم العين - وسيأتى ذكر هذا فى باب نعم وبئس، وأما السماعى فنحو قولهم: لله دره فارسا! وقولهم: سبحان الله.