شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يوافق عطف البيان ما قبله فيما يوافق النعت منعوته فيه

صفحة 220 - الجزء 2

  فأولينه من وفاق الأوّل ... ما من وفاق الأوّل النّعت ولى⁣(⁣١)

  لمّا كان عطف البيان مشبها للصفة، لزم فيه موافقة المتبوع كالنعت؛ فيوافقه فى: إعرابه، وتعريفه أو تنكيره، وتذكيره أو تأنيثه، وإفراده أو تثنيته أو جمعه.

  * * *

  فقد يكونان منكّرين ... كما يكونان معرّفين⁣(⁣٢)

  ذهب أكثر النحويين إلى امتناع كون عطف البيان ومتبوعه نكرتين، وذهب قوم - منهم المصنف - إلى جواز ذلك؛ فيكونان منكرين كما يكونان معرفين، قيل: ومن تنكيرهما قوله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} وقوله تعالى: {وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ} فزيتونة: عطف بيان لشجرة، وصديد: عطف بيان لماء.

  * * *


(١) «فأولينه» أول: فعل أمر، مؤكد بالنون الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والهاء مفعول أول «من وفاق» جار ومجرور متعلق بأولينه ووفاق مضاف، و «الأول» مضاف إليه «ما» اسم موصول: مفعول ثان لأولينه «من وفاق» جار ومجرور متعلق بقوله «ولى» الآتى آخر البيت، ووفاق مضاف، «الأول» مضاف إليه «النعت» مبتدأ «ولى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى النعت، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها صلة.

(٢) «فقد» حرف تقليل «يكونان» فعل مضارع ناقص، وألف الاثنين اسمه «منكرين» خبر يكون «كما» الكاف جارة، ما: مصدرية «يكونان معرفين» مضارع ناقص واسمه وخبره، فى تأويل مصدر بواسطة ما المصدرية، وهذا المصدر مجرور بالكاف، والتقدير: ككونهما معرفين.