شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

كل ما صح جعله عطف بيان صح جعله بدلا، الا في مسألتين

صفحة 223 - الجزء 2

  فبشر: عطف بيان، ولا يجوز كونه بدلا؛ إذ لا يصح أن يكون التقدير. «أنا ابن التّارك بشر».

  وأشار بقوله: «وليس أن يبدل بالمرضىّ» إلى أنّ تجويز كون «بشر» بدلا غير مرضىّ، وقصد بذلك التنبيه على مذهب الفرّاء والفارسى⁣(⁣١).

  * * *


= مضاف إليه، والتارك مضاف، و «البكرى» مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله «بشر» عطف بيان على البكرى «عليه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «الطير» مبتدأ مؤخر، والجملة فى محل نصب: إما مفعول ثان للتارك، وإما حال من البكرى «ترقبه» ترقب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى الطير، والهاء مفعول به، والجملة فى محل نصب حال من الطير «وقوعا» حال من الضمير المستتر فى ترقبه.

الشاهد فيه: قوله «التارك البكرى بشر» فإن قوله «بشر» يتعين فيه أن يكون عطف بيان على قوله «البكرى»، ولا يجوز أن يجعل بدلا منه؛ وقد أشار الشارح العلامة إلى وجه امتناعه والخلاف فيه.

(١) مذهب الفراء والفارسى جواز إضافة الوصف المقترن بأل إلى العلم، وذلك نحو «أنا الضارب زيد» وعلى هذا يجوز فى «أنا ابن التارك البكرى بشر» أن يجعل بشر بدلا؛ لأنه يجوز عندهم أن تقول: أنا ابن التارك بشر - بإضافة التارك الذى هو وصف مقترن بأل إلى بشر الذى هو علم - ومعنى هذا أنه يجوز إحلال التابع محل المتبوع، ومتى جاز ذلك صح فى المتبوع الوجهان: أن يكون عطف بيان، وأن يكون بدلا، لكن مذهب الفراء والفارسى غير مقبول عند المصنف وجمهرة العلماء، لا جرم لم يجيزوا فى «بشر» إلا وجها واحدا وهو أن يكون عطف بيان، ولهذا تجد المصنف يقول «وليس أن يبدل بالمرضى».