شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أسماء لازمت النداء

صفحة 278 - الجزء 2

  فعال مبنيّا على الكسر فى ذمّ الأنثى وسبّها، من كل فعل ثلاثى، نحو «يا خباث، ويا فساق، ويا لكاع»⁣(⁣١).

  وكذلك ينقاس استعمال فعال، مبنيّا على الكسر، من كل فعل ثلاثى، للدلالة على الأمر، نحو «نزال، وضراب، وقتال»، أى: «انزل، واضرب، واقتل».

  وكثر استعمال فعل فى النداء خاصة مقصودا به سبّ الذكور، نحو «يا فسق، ويا غدر، ويا لكع» ولا ينقاس ذلك.

  وأشار بقوله: «وجرّ فى الشعر فل» إلى أن بعض الأسماء المخصوصة بالنداء قد تستعمل فى الشعر فى غير النداء، كقوله:

  ٣١٣ - [تضلّ منه إبلى بالهوجل] ... فى لجّة أمسك فلانا عن فل

  * * *


(١) قد ورد «لكاع» سبا للأنثى غير مستعمل فى النداء، وذلك فى قول الحطيئة، ويقال: هو لأبى الغريب النصرى:

أطوّف ما أطوّف ثمّ آوى ... إلى بيت قعيدته لكاع

والعلماء يخرجونه على تقدير قول محذوف: أى بيت قعيدته مقول لها يا لكاع.

٣١٣ - البيت لأبى النجم العجلى، من أرجوزة طويلة وصف فيها أشياء كثيرة اللغة: «لجة» بفتح اللام وتشديد الجيم - الجلبة واختلاط الأصوات فى الحرب.

المعنى: شبه تزاحم الإبل، ومدافعة بعضها بعضا، بقوم شيوخ فى لجة وشر يدفع بعضهم بعضا؛ فيقال: أمسك فلانا عن فلان، أى: احجز بينهم، وخص الشيوخ لأن الشبان فيهم التسرع إلى القتال، وقبل بيت الشاهد قوله:

تثير أيديها عجاج القسطل ... إذ عصبت بالعطن المغربل

* تدافع الشّيب ولم تقتّل*

والقسطل: الغبار، والعجاج: ما ارتفع منه، وعصبت: اجتمعت، والعطن: