شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تجوز زيادة هاء بعد الف الندبة عند الوقف، وزيدت الهاء في الوصل شذوذا

صفحة 285 - الجزء 2

  أى: إذا وقف على المندوب لحقه بعد الألف هاء السكت، نحو: «وازيداه»، أو وقف على الألف، نحو: «وازيدا» ولا تثبت الهاء فى الوصل إلا ضرورة، كقوله:

  ٣١٤ - ألا يا عمرو عمراه ... وعمرو بن الزّبيراه

  * * *


«فالمد» الفاء واقعة فى جواب الشرط، المد: مبتدأ، وخبره محذوف، أى فالمد واجب، مثلا، والجملة فى محل جزم جواب الشرط «والها» قصر للضرورة: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله «لا تزد» الآتى «لا» ناهية «تزد» فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

٣١٤ - البيت من الشواهد التى لم نقف على نسبتها لقائل معين، وعمرو المندوب هو عمرو بن الزبير بن العوام، وكان أخوه عبد الله بن الزبير بن العوام قد سجنه أيام ولايته على الحجاز، وعذبه بصنوف من التعذيب حتى مات فى السجن.

الإعراب: «ألا» أداة استفتاح «يا» حرف نداء وندبة «عمرو» منادى مندوب مبنى على الضم فى محل نصب «عمراه» توكيد لفظى للمنادى المندوب، ويجوز أن يتبع لفظه أو محله، فهو مرفوع بضمة أو منصوب بفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتى بها لأجل مناسبة ألف الندبة، والألف زائدة لأجل الندبة لأنها تستدعى مد الصوت، والهاء للسكت «وعمرو» معطوف على عمرو الأول «ابن» صفة له، وابن مضاف و «الزبيراه» مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة التى تستوجبها الألف المزيدة للندبة، والهاء للسكت.

الشاهد فيه: قوله «عمراه» حيث زيدت الهاء - التى تجتلب للسكت - فى حالة الوصل ضرورة.

ونظير هذا البيت قول الراجز:

يا مرحباه، بحمار ناجيه ... إذا أتى قرّبته للسّانيه

وقول مجنون ليلى:

فقلت: أيا ربّاه، أوّل سؤلتى ... لنفسى ليلى، ثمّ أنت حسيبها