شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أسماء الأصوات

صفحة 309 - الجزء 2

  وغير إمّا من طوالب الجزا ... وآخر المؤكّد افتح كابرزا⁣(⁣١)

  أى: تلحق نونا التوكيد فعل الأمر، نحو: «اضربنّ زيدا» والفعل المضارع المستقبل الدالّ على طلب، نحو: «لتضربنّ زيدا، ولا تضربنّ زيدا، وهل تضربنّ زيدا» والواقع شرطا بعد «إن» المؤكّدة بـ «ما» نحو: «إمّا تضربنّ زيدا أضربه» ومنه قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أو الواقع جواب قسم مثبتا مستقبلا، نحو: «والله لتضربنّ زيدا».

  فإن لم يكن مثبتا لم يؤكّد بالنون، نحو: «والله لا تفعل كذا» وكذا إن كان حالا، نحو: «والله ليقوم زيد الآن».

  وقلّ دخول النون فى الفعل المضارع الواقع بعد «ما» الزائدة التى لا تصحب «إن» نحو: «بعين ما أرينّك ههنا⁣(⁣٢)» والواقع بعد «لم» كقوله:


(١) و «غير» الواو عاطفة، غير: معطوف على «لا» فى البيت السابق، وغير مضاف و «إما» قصد لفظه: مضاف إليه «من طوالب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «غير إما» السابق، وطوالب مضاف و «الجزا» قصر للضرورة: مضاف إليه «وآخر» مفعول به مقدم لافتح، وآخر مضاف و «المؤكد» مضاف إليه «افتح» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كابرزا» الكاف جارة لقول محذوف كما سبق مرارا، ابرزا: فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) هذا مثل من أمثال العرب (الميدانى ١/ ٧٨ بولاق، وهو المثل رقم ٤٩٤ فى مجمع الأمثال بتحقيقنا) ومعناه اعمل كأنى أنظر إليك، ويضرب فى الحث على ترك التوانى، و «ما» زائدة للتوكيد.