مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الاقتباس

صفحة 684 - الجزء 2

  أي: أتى بشيء غريب اقتبسه من قوله تعالى {وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}⁣(⁣١) وظاهر أنه أتى به لا على أنه من القرآن.

  (و) إلى الثاني منها وهو اقتباس قرآن في نظم بقوله ك (قول الآخر إن كنت أزمعت)⁣(⁣٢) يقال أزمع على الشيء إذا عزم عليه أي: إن كنت عزمت (على هجرنا من غير ما جرم) أي: من غير ذنب صدر منا إليك (فصبر جميل) أي: فأمرنا معك صبر جميل، اقتبسه من قوله تعالى حكاية عن يعقوب على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسّلام: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}⁣(⁣٣) (وإن تبدلت بنا غيرنا) أي: اتخذت غيرنا بدلا منا في الصحبة والمحبة (فحسبنا الله) في الإعانة والكفاية في هذه الشدة التي هي قطعك حبل وصالنا (ونعم الوكيل) المفوض إليه في الشدائد اقتبسه من قوله تعالى {وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}⁣(⁣٤).

  (و) إلى الثالث منها وهو اقتباس حديث في نثر بقوله وك (قول الحريري قلنا: شاهت الوجوه وقبح اللكع ومن يرجوه) اقتبس شاهت الوجوه من قوله يوم حنين: «شاهت الوجوه»⁣(⁣٥) وذلك أنه روى أنه لما اشتدت الحرب يوم حنين أخذ كفا من حصى، فرمى بها وجوه المشركين فقال: «شاهت الوجوه» أي: قبحت وتغيرت بانكسارها وانهزامها وعودها بالخيبة. مما تريد، فلما فعل ذلك انهزم المشركون، اللكع: اللئيم، وقبح بضم القاف وكسر الباء مبنى للمجهول من قبحه بفتح القاف والباء يقبحه بفتحها أيضا مع تخفيفها في الكل بمعنى لعنه الله تعالى وأبعده، قال تعالى {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}⁣(⁣٦).


(١) النحل: ٧٧.

(٢) البيت لأبى القاسم بن الحسن الكتابى، فى الإيضاح ص (٣٥٢)، وفى شرح المرشدى (٢/ ١٨٤).

(٣) يوسف: ١٨.

(٤) آل عمران: ١٧٣.

(٥) أخرجه مسلم فى الجهاد، باب غزوة حنين، (ح ١٧٧٧)، من حديث سلمة بن الأكوع.

(٦) القصص: ٤٢.