التضمين
  مصراع أو أقل كانت هنا ثمانية أقسام تضمين بيت مع التنبيه على أنه لغيره أو بدون التنبيه لشهرة هذان قسمان، وتضمين أكثر مع تنبيه أو بدونه هذان قسمان أيضا، وتضمين المصراع بتنبيه أو بدونه قسمان آخران أيضا، وتضمين دون المصراع بتنبيه أو بدونه قسمان أيضا، مجموع ذلك ثمانية أربعة في تضمين البيت وإلا كثر، وأربعة في تضمين المصراع وإلا قل، والأمثلة المطابقة لها ثمانية، ولكن ينبغي الاستغناء بمثالي البيت عن مثالي الأكثر لطول الأكثر مع قلة وجوده، ولكون طريق التنبيه فيهما واحدا؛ لانفصاله فيهما عن المضمن، كما ينبغي الاستغناء بمثالي المصراع عن مثالي الأقل؛ لأن طريق التنبيه فيهما متصل مع المضمن في بيت واحد غالبا مع قلة وجوده أيضا، فالمحتاج إليه على هذا مثالان لتضمين البيت، ومثالان للمصراع، فأما مثال تضمين المصراع مع التنبيه فأشار إليه فقال (كقوله) أي: الحريري حاكيا ما قاله الغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع:
  (على أني سأنشد عند بيعي ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا)(١)
  فقوله: سأنشد نبه به على أن المصراع الثاني لغيره وهو قوله:
  أضاعوني وأي فتى أضاعوا
  وتمامه:
  ليوم كريهة وسداد ثغر
  والكريهة لفظ يعبر به عن الحرب؛ لأنها مكروهة عند اشتدادها كما قال:
  الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول
  حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزا غير ذات حليل
  شمطاء تنكر لونها وتغيرت ... مكروهة للشم والتقبيل(٢)
(١) البيت في عقود الجمان (٢/ ١٨٨)، والإشارات ص (٣١٨)، والإيضاح ص (٣٥٤).
(٢) الأبيات لعمرو بن معد يكرب فى ديوانه ص (١٥٤)، وأمالى ابن الحاجب (٢/ ٦٦٦)، ولامرئ القيس فى ملحق ديوانه ص (٣٥٣).