مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر

صفحة 21 - الجزء 1

  وله⁣(⁣١) ملابسات شتّى: يلابس الفاعل، والمفعول به، والمصدر، والزمان، والمكان والسبب:

  فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به - إذا كان مبنيّا له حقيقة كما مرّ.

  وإلى غيرهما - للملابسة -: مجاز؛ كقولهم: عيشة راضية، وسيل مفعم، وشعر شاعر، ونهاره صائم، ونهر جار، وبنى الأمير المدينة.

  (١٧٢) وقولنا: «بتأوّل»: يخرج ما مرّ من قول الجاهل؛ ولهذا لم يحمل نحو قوله⁣(⁣٢) [من المتقارب]:

  أشاب الصّغير وأفنى الكبي ... ر كرّ الغداة ومرّ العشى

  على المجاز؛ ما لم يعلم أو يظنّ بأن قائله لم يرد ظاهره؛ كما استدلّ على أنّ إسناد «ميّز» فى قول أبى النّجم [من الرجز]:

  ميّز عنه قنزعا عن قنزع ... جذب اللّيالى أبطئى أو أسرعي⁣(⁣٣)

  مجاز بقوله عقيبه [من الرجز]:

  أفناه قيل الله للشّمس اطلعى

  (١٧٥) وأقسامه أربعة: لأنّ طرفيه:

  إمّا حقيقتان: نحو: أنبت الربيع البقل.

  أو مجازان: نحو: أحيا الأرض شباب الزّمان.

  أو مختلفان: نحو: أنبت البقل شباب الزمان، وأحيا الأرض الربيع.


(١) أى للفعل، أو معناه.

(٢) البيت للصلتان العبدى أورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص ١٤٤ بلا عزو، وعبد القاهر الجرجانى فى أسرار البلاغة ص ٢٤٤.

(٣) أورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص ١٤٥، وفخر الدين الرازى فى نهاية الإيجاز ص ١٨٢ وعزاه لأبى النجم وميز عنه: أى عن الرأس. القنزع: الشعر المجتمع فى نواحى الرأس. جذب الليالى: أى مضيها واختلافها. أبطئى أو أسرعى: حال من الليالى، على تقدير القول، أى مقولا فيها.