مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

أنواع الإنشاء

صفحة 460 - الجزء 1

  ونحو ذلك مثل إظهار الفرح والتحزن مع أن أكثر هذه الأشياء نقلت عن الخبرية إلى الإنشائية يستغنى بأبحاثها الخبرية عن الإنشائية؛ لأنها تنقل مستصحبة لما يرتكب فيها فى الخبرية.

  (استدعى مطلوبا سواء حين طلب وقت الطلب) أى: إن كان الإنشاء طلبا اقتضى مطلوبا من وصفه أنه غير حاصل وقت الطلب سواء حين طلب حصوله فيما مضى كما فى تمنى حصول ما لم يحصل كقولك: ليتنى جئتك بالأمس، أو فى المستقبل وهو ظاهر، وإنما استدعى مطلوبا غير حاصل؛ لأن طلب تحصيل الحاصل بالطلب القلبى محال، وأما طلبه بالكلام اللفظى فلا يستحيل إلا إذا أريد به معناه الأصلى ولذلك إذا وردت صيغة الطلب فى الحاصل حملت على ما يناسب المقام كما فى قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ}⁣(⁣١) حمل على معنى دم على التقوى وكذا {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا}⁣(⁣٢) أى: داوموا على الإيمان وإنما قلنا يستحيل بالطلب القلبى لأنه إن أريد بالطلب الإرادة، فلا تتعلق بالواقع، وإن أريد به المحبة والشهوة فلا تبقى الشهوة فى حصول المشته بعد حصوله، وإنما تبقى شهوة دوامه وإن أريد به الكلام النفسى، فهو تابع لأحد هذين، وينتفى بانتفائهما بخلاف اللفظى.

أنواع الإنشاء

  (وأنواعه) أى: أنواع الطلب (كثيرة منها) أى من تلك الأنواع:

التمنى

  (التمنى) وهو: طلب حصول الشيء بشرط المحبة ونفى الطماعية فى ذلك الشيء، فخرج ما لا يشترط فيه المحبة كالأمر والنهى والنداء والرجاء بناء على أنه طلب، وأما نفى الطماعية فلتحقيق إخراج نوع الرجاء الذى فيه الإرادة وإخراج غيره مما فيه الطماعية ولو شرط المحبة يخرج كل ذلك وقد يفسر التمنى بأنه طلب حصول الشيء على وجه المحبة فيكون تفسيرا بالأعم لشموله بعض أقسام الأمر والنهى وغيرهما


(١) الأحزاب: ١.

(٢) النساء: ١٣٦.